الرضى عن النفس
ماهي موجبات رد العمل ؟
إن الرضى عن النفس، من المهلكات العظيمة وأسوأ أنواع الحُجب، فالعبد يرى نفسه متحلياً بالكمال و خالياَ من الكِبر والغضب والشهوة، بيد أن عيوبه و سوأته الباطنية بادية للجميع وهو لا يدري !
إن الرضى عن النفس مؤشرٌ خطير لتهاوي هذه النفس وغفلتها، فالحذر الحذر من الرضى عن النفس فقد ورد عنهم (عليهم السلام) : (رضا العبد عن نفسه مقرون بسخط ربه) .
إن البعض تخدعه نفسه إذا أثنى عليه فقيرٌ أو متملق، فيستعظم عمله ويزهو بنفسه، وينسى ما أوصانا به أمير المؤمنين (عليه السلام) : (من كان عند نفسه عظيماً كان عند الله حقيراً ) وياله من سقوط !.
إن من صفات العاقل المؤمن التي ذكرها رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه (يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه ) فالبعض يذكر معروف أخوانه له ولا ينساه ، وينسى إحسانه إلى الآخرين ، وياله من باطن جميل .
كم هي الخسارة فادحة عندما يقوم العبد بأعمال صالحة، ثم لا تقبل منه، فيذهب صفر اليدين (قال إبليس لعنه الله لجنوده، إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث، لم أبال ماعمل فإنه غير مقبول منه إذا استكثر عمله، ونسي ذنبه، ودخله العجب)!
لا حق للعابد أن يزهو ويعجب بعبادته، لأن قبول الأعمال وردها محجوب في غيب الله عز وجل، ومن المؤسف أن البعض يصلي ركعتين تطوعاً في المسجد فتدعوه نفسه للعجب واستكثار العمل.
أنظر أيضا:
عدم توقع المثالية – الشيخ حبيب الكاظمي
ما هي الأمور التي تحبط الأعمال الصالحة – الشيخ محمد مهدي الآصفي