تأملات في سورة الماعون (1)
إن الاستفهام بـ(أَرَأيتَ) في سورة الماعون يفيد التعجب ممن جمع بين التكذيب العقائدي والانحراف العملي ، لأن هذا المخلوق شاذ فيستحق أن يشار إليه بصيغة التعجب .
إن الذي يكذب (بيوم الدين)، قد جعل نفسه في حل من كل قيد ،لأنه لم يؤمن بيوم الجزاء فانطمست فطرته، ومات وجدانه، وياله من تسافل.
إن الملحد أو المقصر في حق الله تعالى، يقصر في حق المخلوقين بطريق أولى، فهو موجود أناني لا يحس بمسؤولية عبادية تجاه الرب المنعم، ولا مسؤولية تجاه المخلوقين أمثاله كاليتيم والمسكين.
إن من العجيب أن كبار المشاريع الخيرية بنيت بهمة من لايملكون القدرة المالية الكافية، ولكن كان لديهم وازع ديني ونية صادقة بمساعدة المحتاجين، ورفع لواء الإسلام عالياً.
إن القرآن الكريم يذكر كثيراً، أن المال مال الله تعالى، والعبد مخول في إنفاقه (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) والحديث القدسي يبين: (المال مالي، والفقراء عيالي، والأغنياء وكلائي، فإن بخل وكلائي على عيالي، أخذت مالي ولا أبالي) !
إن المؤمن الذي لا يملك ما يطعم به المسكين، فلا يترك حث الغير على الإطعام، لأن ترك هذه الطاعة الخفية يسمى تقصير وهو الذي يدخل العبد فيما لا يحمد عواقبه !
إن الطعام الذي يعطيه الغني للمسكين، إنما هو طعام المسكين، فالغني لم يفعل شيئاً في الواقع سوى إرجاع الحق إلى صاحبه فأي فخر ٌ في ذلك ؟!
أنظر أيضا:
تأملات في سورة الماعون (2)
حول سورة الماعون – الشيخ حبيب الكاظمي