قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: خير الزاد
آخر برامج من: الشيخ حبيب الكاظمي
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

في رحاب سورة الفتح المباركة – الشيخ حبيب الكاظمي

  1. ذهب المفسرون في قوله تعالى {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} إلى اتجاهات عدة، فهنهم من قال: يعني بذلك فتح مكة؛ لأنه بفتح مكة قضى النبي صلى الله عليه وآله على الشرك كله، ومنهم من قال -وهو الأصوب والأفق للسياق- أن المراد صلح الحديبية.
  2. من أسباب تفسير قوله تعالى {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} بصلح الحديبية، هو أن هذا الصلح صار مقدمة للتعريف بالإسلام وباكورة خير لنشره في مكة المكرمة وغيرها، بالرغم من أن المسلمين صدوا عن العمرة في ذلك العام، على أن يعودوا إلى العمرة بعد عامهم هذا.
  3. من مزايا صلح الحديبية الذي كانت مدته عشر سنوات هو أن المسلمين تفرغوا في دعوتهم إلى الله تعالى طيلة تلك الفترة، وذلك لرفع القتال عنهم لا يزعجهم في دعوتهم إلى الله تعالى، فكان من الطبيعي أن يهدأ بال المسلمين ويتفرغون للدعوة، وهذه مزية مهمة من مزايا هذا الصلح.
  4. ذهب المفسرون في قوله تعالى {لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} إلى آراء مختلفة – مع التسليم بعصمة النبي صلى الله عليه وآله – فقال بعضهم: بما أن الأمة تعصي والنبي صلى الله عليه وآله واجهة لهذه الأمة وباعتباره أنه أبوها، فكان الله تعالى يقول: أيها النبي ذنب الأمة ذنبك (بمعنى من المعاني). وقال آخرون: إن الذنب هنا هو الذنب الذي كان في بال أعدائه من الكافرين؛ أي أنهم حملوا النبي صلى الله عليه وآله ذنب ما جرى عليهم من فقدان نفس ومال، حيث إن قريشا لم يقر قرارها بعد الدعوة إلى الإسلام، فعند مجيء صلح الحديبية كأن هذه التبعات انتفت، وذلك عن طريق هزيمتهم.
  5. فسر بعضهم قوله تعالى (ويتم نعمته عليك) بأن هنالك فتحا آخر بعد صلح الحديبية فيه تمام النعمة ألا وهو حجة الوداع وبيعة الغدير (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) ويتم تعمته عليكم بولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
  6. بصلح الحديبية وفتح مكة المكرمة تحقق الفتح وتوطدت وترسخت دعائم النبوة، وفي إتمام النعمة في بيعة الغدير فتح النبي صلى الله عليه وآله وشق طريق الوصاية والإمامة وأوصى لأمير المؤمنين عليه السلام.
  7. تكرر في سورة الفتح ذكر إنزال السكينة على المؤمنين في ثلاثة مواضع، في موضعين منها عدى السكينة بـ (على)، وفي الموضع الثالث الذي هو في صدر هذه السورة المباركة عداها بـ (في)، فقال تعالى {هُوَ ٱلَّذِي أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ}، أي أن السكينة تغلغلت في قلوبهم، وهذا أثر من آثار هذا الصلح والفتح المبين.
مواضيع مشابهة

خاتم الأوصياء – 14- العدالة في دولة الإمام المهدي

كيف أنصر صاحب الأمر (ع) في زمان الغيبة؟!..