دروس من حياة السيدة الزهراء عليها السلام – الشيخ حبيب الكاظمي
إن المناسبات تمر علينا ونحييها بالفرحة أو العَبرة، وكلتاهما زائلتان، وإن ما يبقى هو العبرة والدروس المستخلصة منها.
يمكننا أن نستخلص الكثير من الدروس من حياة السيدة الزهراء عليها السلام، فبعد أن أحيينا الأيام الفاطمية ثم احتفلنا وفرحنا بذكرى ولادة هذه البضعة الطاهرة، نأتي إلى استخلاص الدروس والعبر من حياتها والتي تبقى في الأذهان والقلوب ولا تزول.
ومن أهم ما نأخذه من دروس من حياة السيدة الزهراء عليها السلام درس الصبر على المحن والأذى، وقد جسدت عليها السلام أسمى معانيها، والأخوات المؤمنات اليوم مدعوات لأن يتأسين بسيدتهن فاطمة ويتحلين بالصبر على زوج ظالم أو فاسد أو قد تكون أما لزوجها تظلمها وتضغط عليها، وعليها في كل ذلك الصبر، فلو لم تصبر ووصل الأمر إلى طريق مسدود ما بعده إلا الطلاق فلن يكون الأمر أفضل حالا لها خصوصا مع وجود ذرية وأبناء.
فلتحتسب الأخت المؤمنة أجرها عند الله بهذا الطفل وهذا الولد، ولتكن عينا راعية له تربيه على تعاليم الإسلام السمحاء أفضل من أن يتربى في حجر امرأة فاسدة قد يتزوجها زوجها الفاسد مستقبلا فيضيع الابن مع والده، ولو بقيت صابرة على زوجها لعلها صنعت جنديا من جند حجة الله في الأرضين، ولعل زوجها هداه الله فبات من الصالحين.
إن الذرية الصالحة هي من موجبات دوام الذكر وخلود المرء، فالمرء ينقطع عمله إن مات سوى من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به وولد صالح يدعو له.