حسن معاملة الزوجة – الشيخ حبيب الكاظمي
هناك من الرجال من يعامل المرأة عندما يتزوجها وكأنها أسيرة عنده، فيسيء معاملتها ويظلمها حقوقها ويأخذ من مالها ويأخذ من راتبها الشهري ويصرفه على نفقتها رغم أن الإسلام أمر الرجل بالنفقة على زوجته، وأعطى الزوجة حق النفقة حتى لو كانت الزوجة مستغنية وغنية وليست بحاجة للإنفاق، لكنه حكم الله.
لكن هناك من الرجال من يسيء معاملة الزوجة ويهضمها حقوقها ويستضعفها كونها لا ناصر لها وبعيدة عن عشيرتها وقومها، لكنه ينبغي للإنسان أن يضع الآية الكريمة في بيت المخدع وهي غرفة النوم (والله يسمع تحاوركما) ليعلم كلما نظر إلى هذه الآية بأن الله يسمع ويرى وإن لم يكن لهذه المرأة المسكينة لا ناصر ولا معين.
وفي مقابل إحسان معاملة الزوجة على المرأة أن تقدر زوجها وتحترمه ولا تسيء إليه وتطلب منه فوق طاقته، فلو كان الرجل كادا على عياله يعمل ويتعب ويشقى لتحصيل لقمة العيش فلتتعود على شكره والثناء على جهده وأن تبتعد عن نكران الجميل، ولا تطمع في ما يزيد عن شأنها لكون قريناتها يعشن بوضع أفضل، فلكل حالته ولكل حسب شأنه ووضعه.
البنت عادة ما تكون مكرمة في بيت أبيها أكثر من بيت زوجها، ومهما كان معاملة الزوجة حسنة من قبل الزوج فلن يكون أحسن من معاملة أبيها لها، فلو أن الزوجة كبرت وشاخت أو تعرضت لحادث ما فقد يفكر الكثير من الرجال بالزواج بأخرى، وهذا هو طبع الرجال، أما الأب فليس من طبعه ذلك، وهو يحنو على ابنته ويعطف عليها أكثر من أي رجل آخر.