الصوم الحقيقي – الشيخ حبيب الكاظمي
- بعضهم يحصر الصوم في الامتناع عن الطعام والشراب، والحق أن هذا ليس الصوم الحقيقي، فالصوم الحقيقي هو أعظم من ذلك وأسمى بكثير.
- إن الصوم الحقيقي هو صوم الجوارح والجوانح عن كل ما فيه معصية للخالق، وتوظيف هذه الجوارح والجوانح في سبيل خدمة الله والالتزام بأوامره والانتهاء والكف عن محارمه ونواهيه.
- إن صوم البطن أو صوم العامة -إذا صح التعبير- هو أدنى درجات الصوم، وقد يصوم الطفل غير البالغ مثل هذا الصوم تدريبا له وتعويدا على الصوم، لكنه ليس الصوم الحقيقي المنشود.
- ورد في الحديث أنه إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وجلدك وفرجك وبطنك، وهذا يعني الصوم والامتناع عن الحرام والاحتراز عنه في السمع والبصر والجلد وسائر الجوارح.
- ورد في الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، وينبغي التدقيق في كلمة (لعل) التي تفيد الترجي، فليس كل صائم يصل إلى التقوى، فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ولا ينال هذا ثمرة الصيام.
- لا بد لمن أراد الوصول إلى المقامات العليا أن يراقب نفسه مراقبة يومية حثيثة لكي ينال ثمرة الصيام الحقيقي، وإلا كان الإنسان كسيارة بلا فرامل ستصطدم في أية لحظة وتسقط في واد سحيق.
- إن ترويض النفس في شهر رمضان بالامتناع عن الطعام والشراب من الأمور المفيدة للروح قبل الجسم، وكأن المرء يمسك بزمام أمره ويقول لنفسه أنت بيدي وأستطيع السيطرة عليك وعلى شهواتك وغرائزك.
- ينبغي في هذا الشهر الكريم الابتعاد عن مجالس البطالين وكل ما من شأنه تعكير صفو هذا الجو الروحي الجميل الذي نعيشه، لأن مثل هذه المجالس تكثر فيها المعاصي والموبقات من الغيبة ولغو الحديث، لذا فإن الحضور في مثل هذه المجالس لضرورة كصلة رحم ينبغي أن لا تطول لكي لا يخرج الصائم من جو الصوم الحقيقي.