أدب الدعاء في شهر رمضان – الشيخ حبيب الكاظمي
- قال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون). إنها من أجمل الآيات التي تدلنا على أدب الدعاء وأن الله قريب منا وأقرب إلينا من حبل الوريد وعلينا فقط أن ندعوه.
- لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان. إن تلاوة القرآن أعظم العبادات التي يأتي بها العبد في الشهر الكريم، لكن ليس أي تلاوة، بل التلاوة المقبولة التي تراعي فيها آداب تلاوة القرآن من الكون على طهارة واستقبال القبلة والتدبر في معاني القرآن والتوجه القلبي عند تلاوته.
- إن الآية المباركة تدلنا على مرتبة عالية من أدب الدعاء وهي الشوق والتحرق لمناجاة المولى عز وجل والحديث معه عبر الدعاء، وهو مقام شامخ لا يتسنى لأي كان.
- علينا أن نصل إلى مرحلة بحيث إن لم نلهج بذكر الله لا تطمئن قلوبنا ولا يهنأ لنا عيش، ولا نحتاج إلى تذكير دائم بضرورة ذكر الله، فنحن نشعر بنقص في داخلنا إن لم نذكر الله في كل يوم، فيصبح كالهواء الذي نتنفسه، ومن يستغني عن الهواء؟
- من أعظم وأفضل لحظات الدعاء دعاء المرء لحظة إفطاره وقبل أن يفطر، وهنا ينبغي للمؤمن أن يتحلى بأدب الدعاء مع الله سبحانه فيستجيب له في هذه اللحظات الروحانية حيث الجسد في قمة الجوع والحاجة إلى الطعام ولكن مع ذلك يأتي بالصلاة خاشعا متوجها إلى الباري ثم يدعو دعوة مستجابة بإذنه تعالى.
- من أدب الدعاء أن يبدأ الداعي بالحمد والثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، ولو أن مريضا دعا الله دون مقدمات وقال رب اشفني فإن هذا مناف لأدب الدعاء.
- إن الصيام يدخل الصائم في بهو قصر الملك الجبار وساحة رحمته وفضله، لكن الدخول لمقابلة الملك بنفسه يحتاج أمرا أكبر وأعلى من الصيام وحده.
- إن مثل من يدعو دون توجه ودون حضور في القلب وخشوع فيه كمثل صبي خرج من غرفة العمليات لتوه وهو لا يزال مخدرا وغير واع ويطلب الماء.