نوم الصائم عبادة – الشيخ حبيب الكاظمي
- ورد في خطبة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله المعروفة في استقباله لشهر رمضان المبارك (أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة)، وبعضهم يتخذ من هذه الجملة ذريعة ليكثر من النوم في شهر رمضان.
- إن النوم هو الموت الأصغر، فالإنسان عندما يموت ينقطع عمله وكذلك الحال عند نومه حيث تأخذ الملائكة استراحة وإجازة إلى أن يستيقظ فيما عدا بعض الحالات كالنوم في مكان مغصوب أو النوم في سفر معصية أو نوم المرأة الناشز وما شابه ذلك.
- إن إشارة النبي صلى الله عليه وآله إلى أن نوم الصائم في شهر رمضان عبادة ليس فيه تخصيص بوقت محدد، فقد ينام الصائم من طلوع الفجر حتى غروب الشمس ودخول الليل، وتحسب هذه عبادة له.
- إن نفس الصائم في هذا الشهر الكريم أيضا عبادة، وهذا من فضل الله على عباده في هذا الشهر وكرمه، فعندما يتنفس الإنسان فيأخذ الأوكسجين ويطرح الغازات السامة عبر الشهيق والزفير فكأنه يقول سبحان الله أو أي من عبارات التسبيح الأخرى.
- ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله إن خلوف فم الصائم أطيب من رائحة المسك عند الله، وهذا من مختصات شهر رمضان المبارك ومميزاته.
- إن نوم الصائم عبادة في هذا الشهر المبارك لأنه ليس كالنوم في سائر الأوقات، لأنه ينام في ضيافة الله وساحة قدسه، فشهر رمضان شهر الضيافة الإلهية ويتجلى فيه الكرم الإلهي والعطاء اللامحدود، فمن ينام في القصر الملكي ليس كمن ينام في منزله.
- إن كل عمل يقوم به الإنسان قربة إلى الله وفي ساحة لطفه فهو عمل مقدس ومبارك، فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بسنابك الخيل حينما قال في سورة العاديات (والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا)، وهذا يدلنا على أن نوم الصائم وغير الصائم عبادة ما دام الإنسان محافظا على واجباته صائنا لنفسه من الوقوع في الزلات، فنوم هذا الإنسان عبادة في كل الشهور.