في رحاب سورة يوسف – الشيخ حبيب الكاظمي
1. عندما علم إخوة يوسف أنه جاد في أخذ بنيامين كسارق للصواع، شكوا إليه حالهم: (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) وارادوا من خلال ذكر أبيهم عليه السلام استعطاف يوسف لأخذ أحدهم مكانه.
2. تكرر قوله: (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) مرتين في سورة يوسف، وكلاهما في حق يوسف عليه السلام.. الأولى: عندما كان في السجن، حيث كان محسناً مع من كان معه في السجن، والثانية: عندما كان على خزائن الأرض، فقد عرف بلطفه وإحسانه.
3. تكرر قوله: (مَعَاذَ اللَّه) مرتين في سورة يوسف وكلاهما من قول يوسف عليه السلام..
الأولى: عندما كان في موضع الخلوة مع زليخا وقالت: (هَيْتَ لَكَ),
والثانية: عندما كان في موضع الجلوة مع أخوته عندما طلبوا منه أخذ أحدهم مكان بنيامين.
4. لقد أقر كبر أخوة يوسف عليه السلام بالذنب واعترف بالتقصير من جانبهم، ولذلك قرر ألا يرجع إلى أهله إلا بأحد أمرين: إما أن يسامحه أبوه ويأذن له بالعودة إلى أرض الوطن، او يحكم الله بحقه بأي حكم كان: (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي)
5. يقول العلماء في تفسير سورة يوسف: إن في قول يعقوب عليه السلام لأولاده: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا) بعدما استرق بنيامين رغم أنه لم يكن لديهم تقصير في البين
حيث لم يتآمروا عليه كتآمرهم على يوسف عليه السلام حيث كان مقصده هو أن يذكرهم بقصتهم وكأنه قال لهم: كل تلك الابتلاءات والمشاكل الآن إنما هي تبع لما فعتموه بيوسف وتغيبكم له؟
6. الصبر الجميل في قوله تعالى: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) عبارة عن مظلومية شخص وإيذائه دون أن يشكوا أنره لغير الله تعالى (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه)