تأملات بخطبة السيدة زينب ع في الكوفة – الشيخ حبيب الكاظمي
- من التوفيقات الإلهية للسيدة زينب عليها السلام أنها نشأت في بيت المعصومين عليهم السلام، فجدها سيد ولد آدم وأبوها سيد الوحدين وأمها سيدة نساء العالمين وأخويها سيدا شباب أهل الجنة وابن أخيها سيد الساجدين، فإذا كان أحدنا قد رافق عالماً تطبع بطباعه ونهل من معارفه، فكيف بمن كانت تحت رعاية ستة من المعصومين عليهم السلام؟!.
- إن من يطلع على شخصية الحوراء زينب عليها السلام يجد أنها كانت في منهى الحياء، فكما قال أحد الحاضرين في خطبتها (ونظرت إلى زينب بنت علي عليه السلام يومئذ فلم أرى خفرةً ـ والله ـ أنطق منها)
- إن حياء السيدة زينب عليها السلام لم يكن ليمنعها من حمل رسالة الإمام الحسين عليها السلام إلى الأمة، فقد أدت دوراً إعلامياً بارزاً، فلولا الإعلام الزينبي لتمكن الظالمين من تزييف الحقائق ولما كانت أهداف النهضة الحسينية لتتحقق.
- إن الإمام زين العابدين عليه السلام لما رأى بكاء أهل الكوفة قال: تنوحون وتبكون من أجلنا فمن ذا الذي قتلنا؟! فالإمام هنا نقلهم من البعد العاطفي إلى البعد الفكري، أي انه ينبههم للبحث عمن قتل سيد الشهداء عليه السلام، ولم يقصد فقط من باشر بالقتل من يزيد وأتباعه بل ممن أسس أساس ذلك وبنى عليه بنيانه.