من هم الذين أنعم الله عليهم؟ – الشيخ حبيب الكاظمي
- لم تبين آية (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) في سورة الفاتحة من هم الذين أنعم الله عليهم؟ ولكن في سورة أخرى بينت هذا المبهم وفسرت هذه الآية: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا)
- إذا أنعم الله سبحانه على عبد، سدده عن كل ضرر بليغ قبل أن يصيبه، كما لو أراد السفر إلى بلد فيه الحرام فيصاب ليلة السفر بحادث سير بسيط، فظاهر الحال أن هذا السفر منغص له، وفي الواقع أن الله تعالى أنعم عليه بدفع الحرام عنه بهذا الحادث.
- إن حقيقة المغضوب عليهم في الآية الكريمة (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) مخيفة ومهولة؛ لأننا في حياتنا العملية إذا غضب الرجل على زوجته فإنه يطلقها، وإذا طلقها انهدم عش الزوجية وذهب الأطفال إلى المجهول وإلى آخره.. فكيف بغضب جبار السماوات والأرض؟!..
- يجب على المؤمن ألا يعصي الله عز وجل، فلو عصى وكرر المعصية ولم ير شيئاً من الغضب الإلهي، فليعلم أن الله تعالى يمهل ولا يهمل، فالمعاصي تتراكم، وإذا بمعصية أو زلة بسيطة يتوجب به الغضب الإلهي! لأن المعاصي كالسحاب الذي يتراكم ثم ينزل المطر!.. لا تحقرن معصية فلعلها المهلكة ولاتحقرن طاعة فلعلها المنجية، ولا تحقرن إنساناً فلعله الولي وأنت لا تعلم!..