فضل يوم الجمعة – الشيخ حبيب الكاظمي
- الغالب من الناس في عطلة نهاية الأسبوع يخرجون للترويح عن أنفسهم بسفر أو نزهة أو ما شابه ذلك وبعضهم كما في بلاد الغرب يروحون عن أنفسهم في أماكن المعاصي.
- لكن المؤمن يجعل عطلة نهاية الأسبوع فرصة لغسل روحه التي علق بها ما علق من أدران الدنيا خلال الأسبوع، فالدنيا يمكن أن نشبهها بسوق فحم من يهمل به يعلق ببدنه الكثير من غبارها الأسود.
- إن غسل يوم الجمعة كفارة لما بين الجمعتين، نعم ظاهره غسل وصب للماء على البدن، ولكنبما أنه غسل بنية التقرب إلى الله تعالى يصبح باطنه تطهير للبدن والروح.
- هناك دعاء موجود في كتاب مفاتيح الجنان يقرأ في صبيحة يوم الجمعة وهو:(اللهُمَّ ما قُلتُ في جُمُعَتي هذهِ مِن قَولٍ، أو حَلَفتُ فيها مِن حَلفٍ، أو نَذَرتُ فيها مِن نَذرٍ فَمَشيئَتُكَ بَينَ يَدَي ذلكَ كُلِّهِ، فَما شِئتَ مِنهُ أن يَكونَ كانَ، وَمالَم تَشَأ مِنهُ لَم يَكُن. اللهُمَّ اغفِر لي وَتَجاوَز عَنّي، اللهُمَّ مَن صَلَّيتَ عَلَيهِ فَصَلاتي عَلَيهِ، وَمَن لَعَنتَ فَلَعنَتي عَلَيهِ)، وهذا الدعاء أيضاً كفارة من الجمعة إلى الجمعة.
- من كفارات الذنوب ما بين الجمعتين (سورة الجمعة)، تقرأ سواءً في ليلة الجمعة أو صبيحتها أو في أي وقت منها، ومن مميزات هذه السورة أنها تحوي على دروس وعبر كثيرة.
- من الابتلاءات التي بلي بها النبي صلى الله عليه وآله أنه كان مبتلى بوجوه كما وصفتهم الآية: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا)، فكم في هذا الأمر هتك لحرمة الجمعة وإمام الجمعة، ومن كان إمام الجمعة حينها؟!
- في قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا…) درس لنا نحن المسلمين فالآية لم تأتي لتنتقد اليهود بل لتعلمنا من دروس غيرنا، فمن يتعلم ولا يعمل بعلمه (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا).
- إن أئمتنا عليهم السلام إذا مروا بآية في كتاب الله فيها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، كانوا يلبون بـ : لبيك اللهم لبيك، لأن لذة الخطاب تذهب بالعناء، فالمحب لله يرى أنه طالما الله وجه لي الخطاب فأي شيئ يريد هو يلبي تلبيه الحبيب لنداء محبوبه.
- قال تعالى (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) ولم يقل: (فأسعوا إلى الصلاة)؛ لأن حقيقة الصلاة ذكر، فإن لم يكن العبد ذاكراً لله تعالى في صلاته، فلا تكون صلاته صلاة حقيقية وإنما شبيهة بها.