لذة ذكر الله تعالى – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن بعض الناس يرى لذته في المأكل والمشرب والمنكح ونحوه، وهذه لذائذ مشتركة بيننا وبين البهائم، بيد أن عباد الله الصالحين لهم لذات وتنعم وفرح لا يوصف، والحديث القدسي يوضح: يا داود! بي فافرح، وبذكري فتلذذ، وبمناجاتي فتنعم، فعن قليل أخلي الدار من الفاسقين.
- إن لذات الدنيا تحتاج إلى مقدمات كثيرة مادية وزمانية ومكانية، بينما لذة ذكر الله تعالى لا تحتاج سوى استحضار القلب والتوجه للرب المتعال، فيذيقه الله تعالى لذة ذكر الله تعالى ومناجاته.
- إن المناجاة ممتعة مع رب العالمين تحتاج إلى جو هادئ، فهي لا تتحقق وسط صخب العيال في المنزل، ولذا ترى العبد يفرغ نفسه في جوف الليل للمناجاة مع خير حبيب ومحبوب.
- إن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم فناجاه، أنزل الله تعالى النور في قلبه، كما يستفاد من الروايات الشريفة.
- إن العبد في موسم الحج ينادي (لبيك اللهم لبيك)، ولكن من يناجي ربه في جوف الليل، هذا العبد لو قال: يا رب!، يناديه الجليل (لبيك عبدي! سلني أعطك، وتوكل عليّ أكفك).
- قد يكون العبد في بلد أجنبية يقضي الناس ساعات الليل فيها بالمعاصي والمحرمات، وهذا العبد يختلي بالله عز وجل ويتحبب إليه، ورب العالمين يقول لملائكته كما ورد في الحديث: (أشهدوا أني قد غفرت له).
- إن المؤمن الموالي له اقتداء بأمير المؤمنين عليه السلام، الذي كان له في الخلوات مناجاة وخوف ودعاء لرب العالمين، حتى يغشى عليه من خشية الله تعالى.