مزية التّفكر
إنّ التّفكر في قدرة الله وسعة رحمته هو مفتاح الأسرار ومنشأ الاعتبار والاستبصار؛ فيه تنكشف ظلمة الجهل وأستاره وتنجلي أنوار العلم وأسراره ، ولذا ورد عليه الحث والمدح في الآيات والأخبار كقوله تعالى
( أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلاّ بالحق ).
إن الإنسان موجود مفكر، لذا فإنّه يجلس للتعقيبات بعد الصلاة، ذكراً و دعاءً وتفكّراً في عظيم قدرة الله تعالى.
إن المؤمن يتَّضح له أهمية التّفكر حين يقرأ قول الإمام الصادق (عليه السلام) : (الفكر مرآة الحسنات وكفارة السيئات، وضياء للقلوب وفسحة للخلق، وإصابة في صلاح المعاد، واطلاع على العواقب، واستزادة في العلم، وهي خصلة لا يعبد الله بمثلها).
إن أئمة أهل البيت (عليه السلام) والذين هم معادن الحكمة يستشهدون بكلمات لقمان الحكيم والذي كان في بدايته إنساناً متعارفاً، ولكن من خلال تفكره في ملكوت الله وصمته نال الحكمة الإلهية.
إن صلاة اللّيل محطة من محطات التّفكر والتأمل، ومما يؤسف له أن البعض ترك صلاة اللّيل بدعوى أنّه لم يجد في قلبه إقبالاً، ومن المعلوم أنّ العبادة والتأمل تحتاجان صبراً من العبد حتى يصل لمرضاة خالقه.
إن الإنسان إذا ترفّع عن عالم المادة فإنّه يصل إلى درجة السياحة في عالم الفكر والمناجاة مع المولى عزّ وجل، وياله من مقام!
إن المؤمن لا يقهر نفسه على العبادة ولكن يخادعها شيئاً فشيئاً حتى يدخلها في جوّ العبادة المستحبة مسترشداً بحديث الأمير (عليه السلام): (خادع نفسك في العبادة وارفق بها، ولا تقهرها، وخذ عفوها ونشاطها، إلا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة، فإنه لابد من قضائها وتعاهدها عند محلها).
أنظر أيضا:
ما هي ثمرات التفكر بنعم الله تعالى؟
التفكر والتدبر