مناقب أمير المؤمنين عليه السلام – الشيخ حبيب الكاظمي
- من المناسب للمؤمن الموالي أن يطّلع على سيرة مواليه في مناسبات ولادتهم ووفياتهم متأسيًا بهم في تلك السيرة العطرة؛ فإن الاطلاع على سيرتهم عليهم السلام يجعل المؤمن متثقفًا بثقافة ولائيّة مبنيّة على العلم والمعرفة.
- لو تدبرنا قليلًا فيما يروى عن علاقة أمير المؤمنين عليه السلام بربّه، لرأينا فيها ما لا نتصوره وما لا تحتمله عقولنا القاصرة، منها: ما عن إمامنا الباقر عليه السلام: (ما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضى إلا أخذ بأشدّهما على بدنه)!
- إن مصدر القوة التي عرف بها أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن في جسده المادّي أو في غذائه اليوميـ وإنما هو آت من الحق المتعال، وهو القائل: (والله ما قلعت باب خيبر ورميت بها خلف ظهري أربعين ذراعا بقوة جسدية، ولا حركة غذائية، لكني أيدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور ربها مضية).
- إن الزهد مفتاح دار الآخرة، ولا يمكن لأحد أن يدعي بلوغ أقصى درجاته إلا أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: (ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد…)
- إن الموالي والمحب الذي يريد أن يجعل ولائه لأمير المؤمنين عليه السلام عن فهم ووعي، عليه أن يغتنم ثلاث فرص في السنة يجعلها في دراسة سيرته عليه السلام، لأن أفضل الأعمال طلب العلم، أولها: ليالي وأيام استشهاده عليه السلام في رمضان، وثانيها: ميلاده عليه السلام في رجب، وثالثها: مناسبة عيد الغدير في الثامن عشر من ذي الحجة.
- لا يمكن الإحاطة بقوة علاقة أمير المؤمنين عليه السلام مع شيعته ومواليه، من خلال سطر أو سطرين، ولكن يمكن الإشارة إلى قوة تلك العلاقة بما رواه ابن مسعود، حيث قال: دخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: يا رسول الله أرني الحق أنظر إليه بيانا، فقال: يا ابن مسعود لج المخدع فانظر ماذا ترى؟ قال: فدخلت فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام راكعا وساجدا وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول: (اللهم بحق نبيك محمد إلا ما غفرت للمذنبين من شيعتي)