حديث سلسلة الذهب – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن حديث سلسلة الذهب المعروف الذي رواه إمامنا الرضا عليه السلام عند حلوله على أهل نيشابور وهو في طريقه إلى طوس أريد منه تعريف الناس بنسب الإمام الشريف ومنزلته ومكانته من رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد استقبله أهل تلك الديار البعيدة بأشد الحفاوة.
- لقد ذكر الإمام الرضا عليه السلام في حديث سلسلة الذهب أهم أركان الدين وعمدها الذي عليه تتكئ وهو التوحيد، والتوحيد بمعناه الحقيقي هو أن لا ترى في الوجود إلا الله وليس مجرد اللفظ، والطريق إلى التوحيد كما ذكر الإمام عليه السلام هو اتباع أنوار الله في أرضه محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين.
- إن قصيدة دعبل الخزاعي ليست من غرر الأدب العربي وحسب بل هي من أدب العرش الإلهي العظيم، وقد أكرم الإمام الرضا عليه السلام صاحبها أيما إكرام، وقد كان الشاعر دعبل يمثل الصوت الإعلامي المقاوم للسلطة الجائرة آنذاك، وقد كان تأثير قصيدته العصماء تلك نافذا كما هو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي اليوم لدرجة أنهم لم يتركوه وتتبعوه إلى أن قتلوه.
- لقد علمنا الإمام الرضا عليه السلام بشكل عملي من خلال سيرته العطرة آداب المناظرة والمحاججة وفنونها، فنهانا عن المهاترات الفارغة والجدل الذي لا طائل منه وشجعنا على استدراج الطرف المقابل وإفحامه بالأدلة القاطعة المتواترة الثابتة لديه دون التعرض إلى شخصه أو الخوض في نقاش لا ثمرة ترجى منه.
- إن العلامة الأميني والسيد عبد الحسين شرف الدين هما من خيرة من دافع عن أمير المؤمنين عليه السلام وذاد عنه، وقد كانا من أفضل من التزم بآداب المناظرة مع المخالفين استقاء من تعاليم وتجارب الإمام الرضا عليه السلام.
- إن مجرد التمني لا يوصل إلى المبتغى والمراد، فمجرد تمني الوصول إلى الكمالات والارتقاء إلى قممها لا يعني أننا وصلنا، فيجب العمل وبذل الجهود المضنية في ذلك لا أن نكتفي بالاستغفار والتحميد والتهليل اللفظي دون القلبي.
- إن حقيقة الإلهام والوسوسة تدفع الإنسان المؤمن ليسعى إلى الأول ويتجنب الثاني، والله سبحانه زين لنا الإيمان ولكن في المقابل زين لنا الشيطان حب الشهوات، وهنا ستحدث معركة داخل النفس ينبغي أن نخرج فيها منتصرين على وساوس الشيطان وحبائله ومكره للوصول إلى الكمال المنشود.