أنواع الصوم – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن بحث أسرار العبادات بحث خاض فيه كبار علمائنا منذ القدم وألفوا المؤلفات فيه من قبيل أسرار الصلاة وغيرها، وأسرار العبادات من صلاة وصوم وحج وزكاة وغيرها هي معرفة بواطنها وكنه حقيقتها للوصول إلى جوهر العبادة والاستفادة منها ما أمكن.
- إن إتقان ظواهر العبادات من صلاة وصوم وحج وما شابه أمر مطلوب وضروري لكي تتم العبادات من الناحية الفقهية، فلو صلى أحدنا صلاة صحيحة فقهيا تامة الأركان والأجزاء من نية وتكبيرة إحرام وركوع وسجود كانت عبادته مجزئة مبرئة للذمة، ولكن مسألة رفعها إلى السماء مسألة تتعلق بباطن العبادة وهو ما يعبر عنه بأسرار العبادات.
- إن لكل عبادة رمزية ومعان، فكل حركة وسكنة وقول وفعل في الصلاة له معنى ورمزية، والحج مليء بالمعاني والحركات الرمزية من طواف وسعي ورمي للجمرات وبقية شعائر الحج، وكذلك الصيام.
- أول الدين معرفته، فمن أراد أن يصوم صوما مميزا عليه أن يعرف الله حق معرفته ويوحده حق توحيده، والتوحيد الحقيقي هو أن يعتقد بأن لا مؤثر في الوجود سواه، وهذا لا يعني التملص من الواجبات تجاه الأسرة والمجتمع وما شابه ذلك، ولكن أن يكون كل ذلك تقربا إلى الله سبحانه وتعالى.
- هناك ثلاثة أنواع من أنواع الصوم والصائمين، فهناك صوم العوام وصوم الخواص وصوم خواص الخواص. أما صوم العوام فهو صوم عامة الناس وكل ما يعرفه هؤلاء من الصوم الكف عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى الليل مع قضاء النهار بالنوم بل ودون أداء الفرائض اليومية في بعض الحالات، وهذا الصوم مجزئ فقهيا لكنه بلا شك ليس الصوم الذي يريده منا رب العزة والجلالة.
- النوع الآخر من أنواع الصوم هو صوم الخواص وهو صوم الجوارح عن المعاصي إضافة إلى الكف عن المفطرات كالطعام والشراب، وهذه مرحلة راقية من مراحل الصوم.
- النوع الأخير والأرقى من أنواع الصوم هو صوم خواص الخواص وهو إضافة إلى ما ذكر في صوم الخواص أن لا يرى العبد في هذا الوجود مؤثرا سوى الله عز وجل.