آداب الفطور والسحور – الشيخ حبيب الكاظمي
- هناك في شهر رمضان محطتان للأكل وتناول الطعام وهما مائدتا الفطور والسحور. على المؤمن أن يحاول أن لا يجعل هاتين المحطتين مجرد أمر بهيمي غريزي وإنما محطة لتذكر آداب المائدة وآداب الطعام.
- إن من يأكل بنهم ولا يلتزم بآداب الطعام من البسملة قبل البدء وشكر الله بعد الانتهاء والأكل مما يليه وعدم الأكل حتى التخمة سيحرم من الحالة الروحانية التي تميز المؤمن في هذا الشهر الكريم.
- إن شكر الزوجة التي تعبت وتصببت عرقا في تحضير طعام الفطور هو من الآداب التي ينبغي على المؤمن التحلي بها، وهو من باب من لم يشكر الناس لم يشكر الله.
- إن من المهم عدم التملي من الطعام والشراب، فهناك من الناس من يجعل فترة الإفطار وحتى السحور مائدة متصلة لا يتوقف فيها عن الأكل وهذا من أسباب الخروج عن الجو الروحي الذي يتميز به شهر رمضان، فمن يمتلئ بطنه بالطعام لن يفكر بغذاء الروح من صلاة وذكر ودعاء.
- هناك من يتململ من الصيام، وهو يصوم مع شيء من الامتعاض، ولو علم بأن شهر رمضان آت بعد أسبوع تراه يتأفف لأنه سيحرم من الطعام والشراب لهذه المدة، وعندما يعلم بأن شهر رمضان سينتهي يفرح لذلك، وهذا ليس من أدب المؤمن في هذا الشهر، فالمؤمن على عكس ذلك يفرح لقدوم شهر رمضان ويتحسر على فراقه أشد الحسرة لعلمه بما فيه من ضيافة إلهية وأبواب مفتوحة إلى السماء.
- على المؤمن أن يصوم وهو مرتاح بل وفرح بامتناعه عن الطعام والشراب، فكما أن هناك لذة يشعر بها الإنسان عند تذوقه للذة ما فهو يشعر بلذة الترك أيضا، وقد يكون ترك اللذة أشهى من اللذة نفسها عند بعضهم، ففي ترك الطعام والشراب لذة لا يشعر بها إلا الصائم المرتاح الفرح بعظيم الأجر وجزيل الثواب الذي ينتظره.