شهر رمضان دورة تربوية متكاملة – الشيخ حبيب الكاظمي
- هناك تروك في ثلاث عبادات هي الحج والصلاة والصيام، فمن تروك الإحرام في الحج التطيب والنساء والادهان والصيد وغير ذلك. ومن مبطلات الصلاة الالتفات عن القبلة والأكل والشرب وكل ما يعتبر ماحيا لصورة الصلاة. وفي العبادة الثالثة وهي الصيام هناك مفطرات ومبطلات للصوم من أكل وشرب وجماع وما شابه ذلك.
- إن الله قيدنا في بعض العبادات بمجموعة من القيود التي أحلنا منها في سائر الأوقات، فالتطيب والادهان والصيد أمور محللة في الأوقات الاعتيادية لكنها محرمة في الحج في حال الإحرام، كما أن الأكل والشرب محللان في غير الصلاة والصوم.
- إن المصلحة والحكمة من هذه التروك هو كبح جماح النفس وامتلاك القدرة على قول لا لهذه النفس، فالحاج المحرم لا يحق له أن يحك جلده أو يدهن وهو بحاجة إلى ذلك، فالله سبحانه يريد من عبده أن يكون قويا في وجه نفسه وأن لا يعطيها ما تريد وتهوى.
- إن شهر رمضان دورة تربوية متكاملة، وقد سألت بعض كبار المدخنين عن سر قدرته على الصيام رغم أنه لم يكن يستطيع ترك السيجارة قبل شهر الصيام ولو لساعة، فأخبرني بأنه يمتلك عزيمة عجيبة في القدرة على ترك التدخين خلال النهار.
- إن الله يريد منا أن نتدرب ونجعل من شهر رمضان دورة تربوية متكاملة لنا، فالمؤمن في شهر رمضان مؤمن قوي يكافح ويقاوم شهوته ونفسه الأمارة بالسوء.
- بعضهم يصوم نهاره ويكبح جماح نفسه في نهار شهر رمضان، لكنه ما يلبث أن يوسوس له الشيطان ويغريه ليلا فيهدم كل ما بناه نهارا، فيعكف على مشاهدة المناظر المحرمة أو فعل المنكرات أعاذنا الله وإياكم منها.
- ترى بعض الناس يحيي ليلة القدر الأخيرة -ليلة ثلاث وعشرين- يلهج لسانه بالدعاء ويحيي الليلة بالقيام والذكر والدعاء، لكن التراجع التدريجي يبدأ من الليلة اللاحقة ويعود إلى المعاصي والذنوب وكأن شيئا لم يكن.
- ينبغي على المؤمن أن يتصور شهر رمضان كمضاد حيوي يعطيه المناعة والقوة كدورة تربوية متكاملة لإصلاح حياته ككل لا أن يخرج من شهر رمضان وهو لا يزال على حاله.