الصوم الحقيقي – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن الصوم البدني أو الصوم الجوارحي -إذا صح التعبير- وهو الامتناع عن الطعام والشراب في شهر رمضان ليس بذلك الإنجاز الخارق الذي نتصوره، ما ينبغي على المؤمن أن يطمح للوصول إليه هو الصوم الجوانحي وهو الصوم الحقيقي، فالصوم لا ينبغي أن يكون صوم العوام بالامتناع عن إدخال الطعام والشراب إلى الفم مع عدم التورع عن محارم الله التي تقترف بهذا الفم نفسه كالغيبة والنميمة والكذب وإشاعة الفحشاء، أو ما يقترف بالعين كالنظر المحرم، أو ما يقترف بالأذن كالاستماع إلى الغناء المحرم وما شابه ذلك.
- إن جوارح الإنسان تتكلم وتنطق وتشهد عليه يوم القيامة كما جاء في القرآن الكريم، فيقول الفم أنا أغلقت نفسي ومنعت نفسي من الطعام والشراب فلماذا لم تمنعني من الغيبة والكذب والنميمة والفحش من القول؟ وتشهد عينه على النظرة المحرمة التي استعملها بها، وتشهد جلودهم كذلك على اللمس المحرم.
- روي عن الإمام الصادق عليه السلام (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وجلدك)، فالصوم الحقيقي ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب بل هو صوم الأذن عن الحرام والبصر عن الحرام والجلد عن الحرام.
- إن من يعمل في مجال الحاسوب يعلم بأنه قد يمضي أعواما في جمع ملفات من هنا وهناك بعضها جيد حلال والآخر سيئ حرام، ولكنه يستطيع أن يجمع الملفات السيئة وبضغطة زر واحدة يتم حذف جميع هذه الملفات السيئة. هكذا هو حال الإنسان عندما يخرج من الحج مبرورا مشكورا سعيه، أو كالذي يخرج من شهر رمضان وقد ندم وتاب مما كان يقترفه من معاص وآثام، فيخرج من شهره كما ولدته أمه خاليا من الذنوب.
مواضيع مشابهة
موائد الصائمين – 4 – الأسماء الحسنى في أدعية شهر رمضان المبارك