الدعاء في شهر رمضان المبارك – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن الدعاء في شهر رمضان المبارك ينبغي أن يزداد كما ونوعا، لأن مجرد الدعاء دون توجه وحضور قلب لا يمكنه أن يحقق معاني الدعاء.
- ينبغي التفريق بين الدعاء وتلاوة الدعاء، فالدعاء ليس مجرد لقلقة لسان بكلمات مأثورة عن الإمام المعصوم عليه السلام، الدعاء محله القلب ومنه يخرج، فتخيل معي شخصا نائما وطلب ماء حال نومه هل يستجاب له؟ بالطبع لن يستجاب له لأنه نائم ولن يعرف أحد بطلبه وحاجته إلى الماء. وقد يكون مغمى عليه وفي هذه الحالة لن يستجاب له، ولكنه لو استيقظ واستجمع قواه ففي هذه الحالة سيستجاب له وسيؤتى بالماء الذي يطلبه لأنه يطلب عن وعي ومعرفة. هكذا هو الدعاء، فمن دعا دون توجه وحضور قلب فهو كالنائم أو المغمى عليه لا يتوقع استجابة دعائه.
- إن من آداب الدعاء في شهر رمضان المبارك هو معرفة من تدعو والإحساس بالألم الذي تريد أن يداويه لك من تدعوه، فمعرفة الله الذي تدعوه من أهم الأمور، وبأنه قادر على كل شيء وقادر على شفائك مما يلم بك من ألم، كما أن من المهم أن تعرف ألمك ووجعك لتصف للطبيب حالتك ليستطيع تشخيص مرضك فيعالجك.
- إن تأخير استجابة الدعاء لا يعني أن يقنط الإنسان من رحمة الله وييأس، فقد تكون الاستجابة معجلة أحيانا وقد تكون مؤجلة لمصلحة ما تخفى على الإنسان، وقد يعوض الله الإنسان بخير من حاجته التي كانت يطلبها، وقد يكون في إجابة حاجة هذا الإنسان هلاكه وضرره.
- على الإنسان أن يطلب طلبه ويفوض الأمر إلى الله لا أن يصر على إجابة طلبه الذي يفكر فيه لأن الله أعلم بحاله وبمصلحته منه.