معركة بدر دروس وعبر – الشيخ حبيب الكاظمي
- من معالم شهر رمضان المبارك وهي الحادثة التي نتذكرها في السنة مرة ذكرى معركة بدر الكبرى التي كانت أولى معارك النبي صلى الله عليه وآله ضد المشركين وكانت أكثرها بركة، وكان من شارك فيها ثلة من المؤمنين المجاهدين، ولذلك ترى أنه إن أريد وصف الأجر الجزيل قيل كان له بمثل أجر البدري أو من شارك في معركة بدر ولم يوسم غيرها من المعارك من أحد وخيبر والأحزاب بمثل ذلك.
- إن معركة بدر الكبرى كانت معركة مفصلية مصيرية في تاريخ الإسلام، وقد خرج النبي صلى الله عليه وآله بهدف استرجاع أموال المسلمين، وكان بعض المسلمين قد اقترح البقاء والتحصن في المدينة وصد هجوم المشركين، لكن خروجهم من ديارهم وقتالهم المشركين مع قلة العدد وخذلان الناصر في مقابل سيل من أعداء الله جعلها معركة تاريخية لا نظير لها.
- لقد نصر الله المسلمين ببدر وهم أذلة كما يقول القرآن الكريم، فقد كان عددهم قليلا وكانوا مستضعفين أمام عدد وعدة المشركين، لكن الله لما رأى حالهم وعزيمتهم وإصرارهم على القتال أمدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، فكانوا عندما يرمون بسهم يتحرك ذاك السهم في جميع الاتجاهات ليقتل به مشرك على غرار الصواريخ الموجهة اليوم.
- إن من الضروري دائما أن يعد المؤمن العدة ويأتي بالمقدمات اللازمة لنجاحه في أي عمل ثم يتوكل على الله ويطلب منه العون والتوفيق، أما الطلب والدعاء دون الإقدام على شيء فهو أمر مذموم وليس توكلا بل تواكل.
- يأمرنا القرآن بأن نعد العدة والقوة لمواجهة الأعداء، ويعدنا إن قمنا بذلك بالنصر المؤزر من عنده، ولذلك علينا أن نعد العدة كما فعل أصحاب معركة بدر الكبرى ثم نتوكل على الله.
- علينا دائما عدم الاغترار بانتصاراتنا التي نحققها على الأعداء، وعلينا أن نتذكر دائما بأنه ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.