عيد الفطر المبارك – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن عيد الفطر المبارك سمي عيدا لأنه يوم فرح وسرور للصائم، ولكن ما المانع من أن يمزج المؤمن بين الفرح والسرور بحلول العيد والخوف مما هو قادم؟ لأننا خرجنا لتونا من أفضل الشهور وخيرها، شهر جعلت فيه الشياطين مغلولة وفتحت فيه أبواب السماء، لكنه بمجرد بدء ليلة العيد وحلول أذان المغرب من آخر يوم من شهر رمضان فإن الشياطين تخرج من قمقمها وتعود إلينا لتوسوس إلينا، أفلا يدعونا ذلك إلى الخوف؟
- إن الفرحة بقدوم عيد الفطر المبارك ليس لأننا أنهينا صيام الشهر وارتحنا من عناء ترك الطعام والشراب بل هو عيد لمن عاش شهره صائما صوما حقيقيا ووصل إلى حالة التقوى المنشودة وها هو يخرج من الامتحان بنجاح وقلبه مطمئن بالنجاح. إن العيد لأمثال هؤلاء لا لمن قضى شهره بالظلم والمعاصي وامتنع عن الطعام والشراب فقط لا غير.
- إن خير الجوائز في عيد الفطر المبارك هو العتق من النار وضمان الحصول على صك الدخول إلى الجنة.
- إن كل يوم لا يعصى فيه الله فهو عيد، فلو استيقظت فجرا وأديت صلاة الفجر ثم ذهبت إلى عملك وساعدت فقيرا وأنجزت عملا مفيدا وسعيت في طلب الرزق الحلال وكنت كادا على عيالك وعدت إلى المنزل ولم ترتكب معصية في ذلك اليوم فهو يوم عيد بالنسبة لك.
- على كل منا أن يدعو الله بأن يقول له: يا رب إن كتبت اسمي في ديوان السعداء فأنا أشكرك وأحمدك على هذه النعمة، وإن كنت أثبت اسمي في ديوان الأشقياء فإني أعوذ بك من ذلك وأدعوك أن تمحو شقائي فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب.