الآداب المعنوية عند الإفطار – الشيخ حبيب الكاظمي
- من الجيد للصائم أن يتحلى ببعض الآداب المعنوية عند الإفطار وهي من آداب الصيام المعنوية التي تعرج بالإنسان إلى ملكوت السماوات وتزيد من احتمال قبول صيامه عند الله.
- من المستحسن للصائم أن يؤخر إفطاره إلى ما بعد أداء فريضتي المغرب والعشاء بشرط أدائها بإتقان وإقبال على الله وشيء من الخشوع، أما لو كانت نفسه تنازعه إلى الطعام ويخشى أن لا يصلي صلاته بإقبال وخشوع فالأفضل له المبادرة إلى الإفطار أولا لكي يأتي بالفريضة خاشعا فذلك من آداب وأسرار الصلاة، وكذا لو كان هناك قوم ينتظرونه على طعام الإفطار، فبعضهم لا يطيق الانتظار عند الإفطار، فالأفضل مراعاة الآخرين حتى عند تعارض ذلك مع أداء فريضة وعبادة.
- ورد أن للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه، والمقصود بلقاء الرب ليس بالضرورة الموت بل قد يشمل لقاء الله في الصلوات والأذكار والمناجيات والأدعية، فهذا نوع من لقاء المولى عز وجل.
- من الآداب المعنوية عند الإفطار أن يستغل المؤمن الفرصة فيدعو بما بدا له قبل أن يتناول أول تمرة، فالدعاء في هذه اللحظات النورانية مستجاب خاصة مع مقاومة النفس عن الانصراف إلى الطعام، فهي من اللحظات التي يكون فيها العبد قريبا إلى ربه.
- إن فرحة الصائم عند إفطاره ليست لمجرد كسر الصيام واستمتاعه بالطعام والشراب بعد عناء يوم طويل، بل إن فرحته هي لإعانة الله له على صيام هذا اليوم الطويل، فكم من شخص يتمنى أن يعينه الله على الصيام وهو لا يقوى على ذلك لعلة أو مرض، فيا لفرحة من صام متقربا إلى الله عز وجل بمثل هذه الآداب المعنوية عند الإفطار.