في رحاب ذكرى وفاة السيدة خديجة الكبرى عليها السلام – الشيخ حبيب الكاظمي
- لقد لقبت السيدة خديجة الكبرى عليها السلام بالطاهرة، وكفاها فخرا أنها حملت ووضعت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، ويكفيها فخرا أنها ستنادى من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام في عرصات يوم القيامة بالجدة.
- لقد شاء الله أن لا يرزق نبينا صلى الله عليه وآله الذرية سوى من زوجته الأولى التي لم يتزوج عليها في حياتها قط وهي السيدة خديجة الكبرى عليها السلام، فرزق منها بالقاسم وإبراهيم وفاطمة عليها السلام، ولكن شاء الله أن يسترد أمانته القاسم وإبراهيم ويجعل ذرية النبي صلى الله عليه وآله من فاطمة سلام الله عليها.
- لقد خطب أسياد قريش وكبارهم السيدة خديجة الكبرى عليها السلام لكنها رفضتهم جميعا، وهناك من يدعي بأنها تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وآله بشخص أقل مقاما، وهذا لا يستقيم، فقد رفضت سادة القوم وكبراءهم فكيف لها أن تقبل بمن هو أقل شأنا؟
- لقد عامل النبي صلى الله عليه وآله بنات أخت زوجته واسمها هالة معاملة بناته، وهو ما يستقيم مع الرحمة والرأفة النبوية المعهودة.
- من الملفت أن السيدة خديجة عليها السلام هي من طلبت الاقتران والزواج من النبي صلى الله عليه وآله لما رأت من صدقه وأمانته والبركة التي حلت على مالها بفضل عمله في تجارتها.
- لقد وظفت السيدة خديجة عليها السلام كل ما تملك من مال في خدمة الإسلام والدين القويم، وآثرت طاعة الله على ملذات الحياة، وكان المال مجرد وسيلة للوصول إلى الكمال والتقرب إلى الله كما كان حال نبي الله سليمان عليه السلام حيث عاش ملكا وسخر الله له الطير والجن ليهدي بذلك بلقيس ملكة سبأ ويدين أهل مملكتها بدين الله.
- إن مال خديجة عليها السلام هو من الأعمدة التي قام عليها الإسلام، وقد كان خير معين للنبي صلى الله عليه وآله والمسلمين في فترة الحصار في شعب أبي طالب عليه السلام حيث حوصر المسلمون وقوطعوا وكان ملاذهم الوحيد مال خديجة عليها السلام.
- لقد تحملت السيدة خديجة عليها السلام صنوف الأذى والعذاب في حياتها ووظفت كل مالها وما تملك في طريق الله، وهكذا كانت من قبلها مريم عليها السلام وآسية زوجة فرعون اللتان ذكرتا في القرآن، وهذا درس لنا بأن المثابرة والعزم على السير في الطريق الصحيح يؤتي أكله ولو بعد حين.