ليلة القدر ليلة الضيافة الخاصة – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن ليلة القدر ليلة ضيافة خاصة، فنحن في ليالي القدر في ضيافتين -ضيافة في ضيافة-: ضيافة شهر رمضان الفضيل وضيافة ليلة القدر المباركة.
- لعل الحكمة من إخفاء ليلة القدر الحقيقية الحث على المزيد من العمل والجهد للتقرب إلى الله سبحانه، وإلا فإن ليلة القدر ليست خافية على أهل البيت عليهم السلام وإمام زماننا عليه السلام حيث تنزل عليه المقدرات في هذه الليلة المباركة.
- قيل في معنى ليلة القدر بأنه مأخوذ مما يقدر فيها من الأمور إلى السنة اللاحقة، وقيل بأنه من عظيم قدرها وشأنها، وقيل بأنها ليلة الضيق بمعنى أن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتها، والأقرب إلى الأذهان هو المعنى الأول.
- إن التعبير بـ(وما أدراك ما ليلة القدر) إشارة إلى عظمة هذه الليلة كما جرت العادة في مثل هذا التعبير القرآني الشائع.
- قد يستغرب بعضهم مقدار الثواب الممنوح لبعض الأعمال ومنها أعمال ليلة القدر، ففي بعض البلدان لا يزيد عدد ساعات ليلة القدر عن 4 ساعات ومع ذلك فإن ثواب إحياء هذه الليلة بالعبادة والدعاء يزيد عن عمل ألف شهر أو 80 سنة كما ورد في الآية الشريفة.
- لا مجال للتعجب والاستغراب من مقدار ثواب الأعمال، فالله كريم من جهة وقادر على كل شيء من جهة أخرى، فلم لا يكرمنا بمنه وفضله في هذه الليلة العظيمة؟
- يفترض بالمؤمن أن يعرف بأن الأعمال ليست بكثرتها بل بكيفية أدائها، فمن يقرأ دعاء رفع المصاحف أو يؤدي صلاة المائة ركعة أو يقرأ دعاء الجوشن لا يكونن همه مجرد الانتهاء من هذا العمل وكأنه عمل عليه إنهاؤه، بل عليه الاندماج في العمل والحضور بقلبه واستحضار معاني ما يقول والحرص على التفاعل وإجراء الدمعة لنيل اللطف الخفي.
- إن من قرأ دعاء الجوشن الكبير في هذه الليلة فقد تحصن بحصن وتدرع بدرع يحميه إلى سنته اللاحقة.