إحياء ليلة القدر – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن إحياء ليلة القدر يعني أن نجعل كل أعمالنا منتسبة إلى الله عز وجل، فطعام الإفطار وطعام السحور جزء من الإحياء أيضا، فبالطعام نتقوى على عبادة الله، وكل عمل ننسبه إلى الله عز وجل ونتقرب به إليه هو جزء من إحياء ليلة القدر المباركة.
- إن أعمالنا كالقالب اليابس، ومثل ذلك حيث خلق الله آدم عليه السلام من تراب، ثم نفخ فيه من روحه فتمثل بشرا، وهكذا فإن روح أعمالنا هي ارتباطها بالله عز وجل.
- إن إحياء ليلة القدر يبدأ من المغرب وحتى مطلع الفجر، فعلى المؤمن أن يجعل كل أعماله في هذا الوقت موقوفة لله جل وعلا.
- على المؤمن أن يبرمج وقته ونفسه منذ بداية ليلة القدر بل في أيام القدر التي لا أرى كثيرا من المؤمنين يهتم بها أو يقيم لها وزنا مع ما لها من الفضل.
- أوصي إخواني المؤمنين أن يغتنموا اللحظات الأخيرة من ليلة القدر الكبرى وهي ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان في الخلوة والدعاء للنفس بأن يا رب أنا لا أعلم إلى أين وصلت، فإن كنت كتبتني سعيدا فحمدا لك وشكرا، وإن كنت كتبتني شقيا فامحني من ديوان الأشقياء.
- لعله يمكن تدارك ما سيكتب عليك في عامك المقبل بخلوة مع نفسك في آخر لحظات ليلة القدر، وقد يكون دعاؤك بالفرج لإمام زمانك عجل الله فرجه يجعله يطلب من الله أن يغير ما كتب لك في عامك.
- سميت ليلة الثالث والعشرين بليلة الجهني لطلب هذا الصحابي من النبي صلى الله عليه وآله بأن يعين ليلة القدر فأشار النبي صلى الله عليه وآله إلى هذه الليلة.
- من أفضل الأعمال في شهر رمضان وفي عامة الشهور والتي من المناسب أن يأتي بها المؤمن عند إحياء ليلة القدر طلب العلم، والمقصود بالعلم هنا العلم الباقي الخالد لا العلوم الفانية، وقد يتحقق طلب العلم هذا بقراءة رواية أو آية مباركة مع تفسيرها، لذلك لا ينبغي للمؤمن أن يحرم نفسه من فضل هذا العمل.
- بعض المؤمنين يشتكي من عدم رقة قلبه ونزول الدمعة عند إحياء ليلة القدر، في حين أن هذه قد لا تشكل مشكلة، فلعلها تكون مجرد مشكلة في الغدد التي تفرز الدمع في العين، لكن من أتى بأعمال ليلة القدر من صلاة مائة ركعة ودعاء الجوشن الكبير وزيارة الإمام الحسين عليه السلام وسائر الأعمال وكل همه منصب على الانتهاء من هذه الأعمال وكأنه ثقل على كاهله فليعلم أن هناك خللا في باطنه عليه إصلاحه.
- من أفضل الأعمال في كل وقت وفي هذه الليلة المباركة خصوصا الدعاء لتعجيل فرج المولى صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء، ولعلنا بدعائنا له يدعو الله لنا بالفرج أو برفع بلاء كان سيصيبنا في عامنا هذا.