اللجوء إلى الله خوفا من الشقاء – الشيخ حبيب الكاظمي
- ورد في خطبة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أن من خرج من شهر رمضان ولم يغفر له كان من الأشقياء، وهو كمن ورد على نهر وعاد منه عطشانا ظمآنا.
- إن شهر رمضان شهر الضيافة الكبرى، وهي أشبه ما تكون بمائدة ضيافة ملكية، فتخيل معي مدى الشقاء الذي يعيشه إنسان دعي الجميع إلى تلك المائدة الحافلة بكل ما لذ وطاب لكنه منع من الجلوس على هذه المائدة، بل وخصه الملك بالاسم بأن لا يعطى ولو طبقا واحدا من تلك المائدة مع أن ذلك الطبق الواحد لا يشكل شيئا بالنسبة لذلك الملك الغني، وهذا حال من دخل عليه شهر رمضان وخرج ولم يكتب في السعداء بل كان من الأشقياء.
- إن الشقاء في شهر الخير والرحمة يعني الطرد من رحمة الله التي وسعت كل شيء في شهر تفتح أبواب السماء بالرحمة والغفران.
- لا يمكن للمؤمن ضمان أنه ليس من الأشقياء في شهر رمضان مهما أتى بالأعمال والأذكار، لذلك علمنا أئمتنا عليهم السلام أن نتسلح بسلاح التوسل دوما ولا نتركه، وأن ندعو بالأدعية المأثورة الواردة عنهم صلوات الله عليهم مثل دعاء أبي حمزة الثمالي ودعاء الافتتاح ودعاء الجوشن الكبير وغيرها.
- ورد في رواية أن من لم يغفر له في شهر رمضان فلديه محطة أخرى في عرفة إن شهدها، ولكن يبدو أن المقصود بذلك أن يكون المرء في عرفة مكانا لا زمانا فقط، وهذا ما يصعب على أغلبية الناس، لذا على المؤمن استغلال فرصة هذا الشهر الكريم واغتنام لحظاته التي لا قد لا تتكرر.
- ينبغي على كل منا أن يدعو الله بالأدعية المأثورة ويأتي بما أمكنه من المستحبات على أن يكون خاشعا فيها متوجها إلى ساحة القدس الإلهي لكي يكتبه في ديوان السعداء ويمحوه من قائمة الأشقياء في هذا الشهر الفضيل.