إعادة الأنس بالقرآن الكريم – الشيخ حبيب الكاظمي
- ينبغي على المؤمن أن يدعو الله في بداية شهر رمضان المبارك بأن يجعله أفضل شهر رمضان مر عليه إلى يومه هذا، فالمؤمن يطلب العلا دوما فيما يتعلق بالأجر والثواب ولا يكتفي بالقليل، وهذا ينطبق على سائر العبادات كزيارة المشاهد المشرفة والحج والعمرة وغيرها.
- إن أكثر الناس لديه طموحات وأحلام في حياته كأن يحول منزله من كوخ إلى قصر أو أن يرزقه الله بالكثير من الأولاد والذرية أو أن يصبح غنيا بعد فقر، وهذه كلها طموحات مادية دنيوية، فلم لا يعكف أحدنا على طلب المزايا الأخروية الباقية ليغذي روحه الفقيرة؟
- إن من أهم ما ينبغي على المؤمن فعله في هذا الشهر الفضيل إعادة الأنس بالقرآن الكريم، لأن أكثرنا اعتاد على أن يفتح القرآن الكريم في شهر رمضان فقط ويهجره إلى أن يأتي شهر رمضان اللاحق.
- في الغالب يختم المؤمنون القرآن في شهر رمضان ختمة كاملة بتلاوة جزء في كل يوم من أيام الشهر ليتموا ثلاثين جزءا بنهاية الشهر، وبعضهم يختمه مرتين، ويمكن للمؤمن ختمه عشر مرات وأكثر من ذلك كما ورد في بعض الروايات عن المعصومين عليهم السلام.
- إن ما يشجعنا لإعادة الأنس بالقرآن الكريم في الشهر الكريم هو الجو الروحاني السائد المحفز في هذا الشهر إضافة إلى العرض المغري الذي ورد في بعض الروايات التي تتحدث عن أن ثواب كل آية بختمة في شهر رمضان، لكننا ما نلبث أن نهجر القرآن في غيره من الشهور.
- إن من يتلو القرآن وكل همه إنهاء الجزء الذي بين يديه عليه أن يراجع نفسه ويفكر في جدوى عمله، ويسأل نفسه عن سبب تلاوته للقرآن أصلا، فإن قراءة القرآن بألفاظه ليست القراءة المطلوبة، فشتان بين من يقرأ القرآن بألفاظه ومن يقرأ كل آية بتدبر وتمعن في معانيها وتفسيرها فيلتذ بها كما يلتذ الصائم لحظة إفطاره.
- إن تلاوتنا للقرآن أشبه ما تكون بالمائدة الفارغة التي لا تشد أي أحد للجلوس عليها، ولكن ما إن تضع عليها الأطباق من مختلف الصنوف والألوان حتى تجذبك المائدة للجلوس إليها والتنعم بما فيها، وهذه الأطباق والألوان تحقق الأنس بالقرآن الكريم عبر التمعن والتدبر فيه.