حسن الخلق وكظم الغيظ – الشيخ حبيب الكاظمي
- هناك ظاهرة نلاحظها على أغلب الصائمين وهي أن أخلاقهم تسوء ويثورون غضبا بسرعة في شهر الصيام ويعللون ذلك بالصيام وأثره على النفس من قبيل الجوع ونقص الدم الواصل إلى المخ وما شابه ذلك، في حين أن شهر رمضان يفترض أن يكون شهر حسن الخلق وكظم الغيظ لا عكس ذلك.
- إن سوء الخلق في شهر رمضان من موجبات نقض الغرض، كمن يدخل مستشفى طلبا للاستشفاء فيدخل على من يحملون أمراضا معدية فيخرج مريضا فيزداد مرضا إلى مرضه.
- إن سوء الخلق على نوعين: تارة يكون سوء الخلق مجرد صياح وتذمر مما هو فيه أو إضمار للغضب في النفس وانتفاخ للأوداج واحمرار في الوجنات، وهذا لا إشكال فيه من ناحية فقهية. وأما النوع الآخر فهو سوء خلق مصحوب بصراخ في وجه الآخر وإهانة وشتم وحتى ضرب وما شابه ذلك، وتترتب على ذلك أحكام فقهية ومحرمات أعاذنا الله وإياكم منها.
- إن إضمار الغضب في القلب رغم كونه ليس محرما من الناحية الشرعية إلا أنه كالدخان الذي يلوث القلب رغم أنه لا يحرقه، وكذلك مسألة الحسد والكبر وسائر أمراض القلب، والقلب الذي على هذه الشاكلة ليس مهيئا لاستقبال النفحات الربانية.
- إن الغضب ليس مذموما في كل الأحوال، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام يغضبون في بعض الحالات لكنه غضب لله ولدين الله، وهذا النوع من الغضب محمود بل مطلوب.
- الصائم الذي يسوء خلقه ويغضب ويثور كمن يبني بناء كل يوم ليرفسه آخر النهار فيهدمه فلا ينتفع منه بشيء.
- ينبغي على المؤمن توفير أجواء تساعده على حسن الخلق وكظم الغيظ، وحسن الخلق ليس مجرد البشاشة في الوجه بل هو تطهير للقلب من جميع أمراضه وأدرانه من حسد وغيبة ونميمة وغضب وأشباه ذلك.
مواضيع مشابهة
الوصايا الخالدة – 13 – وصايا الإمام علي لابنه الحسن عليهما السلام