الاعتكاف في شهر رمضان – الشيخ حبيب الكاظمي
- كم هو جميل أن يقوم المؤمن بالاعتكاف في شهر رمضان على مدار أيامه الثلاثين لا أن يقتصر على أيام الاعتكاف الثلاثة فقط، ولكن لهذا شروطه ومقدماته.
- على من أراد الاعتكاف في شهر رمضان أن يهيئ نفسه قبل شهر رمضان، فمن فضل الله ومنه علينا أن جعل لنا قبل شهر رمضان شهرين فضيلين هما رجب وشعبان، فهنيئا لمن تهيأ في هذين الشهرين صائما نهاره قائما ليله حتى دخل عليه شهر رمضان وهو في قمة الروحانية.
- أنا أدعو المؤمنين دائما إلى أن يجعل أحدهم لنفسه أربعينية تبدأ من آخر عشرة أيام من شعبان ويصلها بشهر رمضان، أو خمسة من شعبان وخمسة من شوال، ويعاهد الله في هذه الأربعينية على أن يكون عادلا لا يعصي الله قط وأن يقوم ليله ويصوم نهاره صوم الخاصة لا العامة، فمن وفق لذلك لك أن تتخيل كيف سيكون حاله من السكون والطمأنينة.
- إن من طبق هذه الأربعينية تطبيقا عمليا سيجد نفسه قد وصل إلى مراتب عليا من الكمال، وعندما يتذكر ما كان عليه سابقا يندم وتدب العزيمة فيه على الاستمرار في الكفاح ومجاهدة النفس وعدم الانقطاع عن الله بعد أن ذاق عذب مناجاته وحلاوتها.
- إن حديث القرآن الكريم عن مواعدة موسى عليه السلام لأربعين ليلة وبقاء النبي صلى الله عليه وآله أربعين سنة قبل أن يبعث نبيا لهو دليل على أهمية الأربعينية وخصوصيتها في تهذيب النفس والوصول بها إلى مراقي الكمال.
- إن قيام ليلة أو صيام نهار هو كرشة ماء في صحراء جرداء لا تؤثر ذلك التأثير المطلوب، أما المواظبة على ذلك بتوجه وكمال انقطاع لأربعين يوما وليلة كفيل بقلب حياتك رأسا على عقب.
