حزن يعقوب على يوسف عليهما السلام – الشيخ حبيب الكاظمي
- عندما أخبر الأخوة أباهم بما حدث مع بنيامين في مصر، تذكر يعقوب ابنه يوسف عليه السلام وهاجت أحزانه، رغم مضي زمن طويل على فقدانه، وقال: يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) وذلك لأن بنيامين كان أمانة بيد يوسف عليه السلام، وكان النبي يعقوب عليه السلام يقول: المصيبة مصيبة يوسف لا مصيبة بنيامين.
- إن سبب وصول يعقوب عليه السلام إلى ما يشبه الجزع على يوسف عليه السلام وابيضاض عينيه (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) رغم كونه نبياً من أنبياء الله تعالى، لأنه: لم يكن حزن يعقوب على ولد عادي، بل كان يعلم أن يوسف عليه السلام مرشح للنبوة.
- عندما اعترض اخوة يوسف على حزن يعقوب عليه السلام على أبيهم قالوا له: (تَاللَّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ) أي لا تزال تذكره، أجابهم بقوله: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه) أي أنا لم أذكر حزني لكم، وإنما إلى الله تعالى فهو أعلم بحالي، ويقال إن قوله عليه السلام: (وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) هو بيان لسره، أي منذ البداية كان يعلم بعدم موت يوسف عليه السلام، إنما غُيّب لارتباطه بالوحي، ولهذا قال لهم مباشرة: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ).
- خطاب إخوة يوسف عليه السلام له بلفظ العزيز: (قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ) أرادوا من وراء ذلك أن يقدروا موضعه في المملكة ويجلبوا عطفه.
- معنى المزجاة في قوله تعالى: (وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ)
- قيل: يعني الثمن قليل لا يفي بجميع الكيل.
- وقيل: لأنه يُدفع ولا يقبل لقلته.
- وقيل: إنه ثمن مزيف، أي اكتشفوا بأن هذه الدراهم مزيفة لا يقبلها العزيز، فطلبوا منه أن يعطيهم الكيل كاملا مع أنها مزيفة.