عاقبة يوسف عليه السلام – الشيخ حبيب الكاظمي
- لقد قدم يوسف عليه السلام لإخوته مقدمات تذكرهم بما فعلوه: (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ) ومن خلالها عرفوه، إذ كيف بعزيز مصر أن يعرف هذه الجزئيات الخاصة بهم؟! لذا قالوا له مباشرة: (أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ) فقال: (أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي).
- سبب قول يوسف عليه السلام لإخوته: (إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ) ولم يقل لهم بأنكم رميتم بي في الجب أو إنكم هممتم بقتلي وما شابه ذلك هو أن هذا أدب من آدابه عليه السلام، ولأنه أراد من خلال ذلك أن يخفف عنهم ويلقنهم العذر والحجة.
- من أراد أن تكون له عاقبة كعاقبة يوسف عليه السلام في النجاة فعليه أن يعمل بمبدأ استحضار التقوى باطنا والصبر على الشدائد، ثم العمل بما يصدق عليه الإحسان: (إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).
- أراد يوسف عليه السلام من قوله لإخوته: (لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) بعد أن هموا بقتله ثم غيبوه في الجب، أن يقول لهم: كما أن رب العالمين أرحم الراحمين فأنا متخلق ومتأس بأخلاقه سبحانه.
- قميص يوسف عليه السلام (اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا) لم يكن قميصا اعتياديا بل كان قميصا ربانيا لأنه لامس بدن يوسف عليه السلام كما لامست تربة الحسين عليه السلام جسده الطاهر فصار فيها الشفاء.
- قالوا إن السبب في شم يعقوب عليه السلام لرائحة يوسف عليه السلام عندما قال: (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ) رغم بعد المسافة ولم يشمها عندما كان في البئر رغم كونها مسافة أقرب بكثير هو أن الابتلاء الإلهي لم يكتمل إلا بإتمام جميع تلك المراحل التي تجاوزها يوسف عليه السلام بنجاح، فلو تم انتشاله عليه السلام في يوم وقوعه في البئر أو ما بعده فلا ابتلاء في البين ولما اكتملت الخطة الإلهية.