بنيامين أخو يوسف عليه السلام – الشيخ حبيب الكاظمي
- نبي الله يعقوب عليه السلام مع ما في قلبه من جرح عميق من جراء فقد ولده يوسف عليه السلام إلا أنه عندما طلب منه أولاده أن يرسل معهم أخاهم بنيامين طلب منهم موثقا وهو القسم في إرجاع ولده سالما إليه (قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به).
- طلب يعقوب عليه السلام بأن يؤتوه موثقا قيده بقوله (إلا أن يحاط بكم) فلو أن بنيامين مات في الطريق أو غصبه ظالم فلا شيء عليهم.
- لو واعد شخص شخصا آخر أو بايعه وما إلى ذلك وجعل الله وكيلا فليعلم أن المخالفة توجب الانتقام الإلهي.
- لخشية نبي الله يعقوب عليه السلام وخوفه على أولاده من الحسد طلب منهم أن يدخلوا المدينة من أبواب متفرقة وليس من باب واحد (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) لأنهم عصبة من الأولاد الشباب وبأبدان وأشكال مميزة.
- تمييز نبي الله يوسف عليه السلام أخاه بنيامين إنما هو راجع للصفات التي كان يتميز بها عن غيره (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك).
- قد يتساءل أليس في اتهام الأخوة بسرقة صواع الملك اتهاما بلا دليل، إذ إن من جعل السقاية في رحل أخيه هو يوسف عليه السلام؟
والجواب: هنالك بحث بين المفسرين في معنى قوله (إنكم لسارقون):
فقيل: أي سرقتم يوسف عليه السلام من قبل.
وقيل: إن المؤذن هو من حدس أو تيقن بأنهم هم من سرق فنادى (إنكم لسارقون) وأما يوسف عليه السلام فإنه لم يقل ذلك.
وقيل: إن يوسف عليه السلام قال لأخيه بنيامين أنا سأجعل السقاية في رحلك لكي تتهم بالسرقة فتصير عبدا عندي بحسب الظاهر، إذ في شريعة يعقوب عليه السلام يصبح السارق عبدا لمن سرق منه.
- لقد بين إخوة يوسف عليه السلام أمرين مهمين: أنهم لم يسرقوا، وأنهم غير مفسدين في الأرض (قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين).
- قوله تعالى (قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه) أي إن الذين يجدوا الصواع في رحله هو الذي ينبغي أن يسترق ويصبح عبدا ليوسف عليه السلام.