في رحاب سورة مريم – الشيخ حبيب الكاظمي
- من المناسب للمؤمنين أن يأخذوا جولة في قصص الأنبياء والصالحين في القرآن الكريم ويذكروها لأهلهم وأبنائهم؛ فالأسلوب القصصي أسلوب سهل ومعبر، يفهمه حتى الطفل ويتفاعل معه.
- (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ) للقرآن الكريم تعابير متعددة، منها (الفرقان) لأنه يفرق بين الحق والباطل، ومنها (القرآن)؛ لأنه الكتاب الذي يستحق أن يقرأ، ومنها (الذكر) لأنه مذكر، ومنها: (الكتاب)؛ لأنه بين الدفتين، مع أن القرآن لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وآله مطبوعاً بهذا الشكل، وإنما رب العالمين يشير إلى المستقبل، يعني أن هذا القرآن سيصبح في يوم من الأيام كتاباً يتلى.
- (إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا) أي ذهبت وغادرت (مَكَانًا شَرْقِيًّا) قال البعض هذا المكان هو المحراب، يعني تركت أهلها واتخذت من نفس المحراب مكاناً للعبادة، وقال آخرون خلاف ذلك وأنها عليها السلام أرادت أن تعتكف وتنقطع إلى الله تعالى انقطاعا تاماً فـ (انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا) إذ المحراب مكان عام، لا يساعد على الانقطاع التام لله تعالى.
- (إِن كُنتَ تَقِيًّا) قال البعض: (إن) بمعنى (ما) أي: ما كنت تقيا، هكذا تدخل على وأنا امرأة لوحدي! وقال البعض الآخر: أي أعوذ بالله إن كانت الاستعاذة تمنعني عنك، فإن لم تكن تقياً فالاستعاذة لا تنفعك.
- قال تعالى عن عيسى عليه السلام (غُلامًا زَكِيًّا) وقال عن يحيى (وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) يقال بأن مقام الزكي أرقة من مقام الرضي؛ لأن الإنسان بالتزكية يصبح مرضياً.