تأملات في سورة الناس (1) – الشيخ حبيب الكاظمي
- إنّ الاستعاذة في سورة الفلق تُتلى مرة واحدة: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾، ويدورُ الحديث عن شرور مادية، من دخول الليل ومن الحاسد والساحر، ولكن في سورة الناس الاستعاذة تكررت بصيغٍ مختلفة: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، ﴿مَلِكِ النَّاسِ﴾، ﴿إِلَٰهِ النَّاسِ﴾، في ثلاث مرات، لأنّ شرّ واحد: ﴿مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ﴾.
- من يريد أن يكون سالماً من مكائد الشيطان، لا بدّ أن يسبق بابي السورتين (الناس) و(الفلق) بتلاوتهنّ.
- إنّ الإنسان يستعيذ بربٍّ يَأوي إليه، ﴿رَبِّ النَّاسِ﴾، ويدبّره، ويربّيه، ويرجع إليه في حوائجه، ويدفع ما يهدده من الشر.
- إنّ الإنسان الضعيف يستعين إلى ﴿مَلِكِ النَّاسِ﴾، لأنّه يحتاج إلى ذي قوة وسلطان بالغة قدرته، فيدفع عنه الشرّ بسلطته وملكه الدائم.
- أن العبد يستعيذ بالإله المعبود ﴿إِلَٰهِ النَّاسِ﴾، فلا يدعو إلا إيّاه، ولا يرجع في شيء من حوائجه إلا إليه.
- أن المصاب عندما يصاب بأذى أو اعتداء فإنه يذهب إلى أبيه، فإذا عجز الأب عن نصرته، يذهب إلى من بيده السلطنة، فإذا امتنع هو أيضاً عن نصرته، فإنّه يأتي إلى المعبد، مستعيناً بالإله المعبود والملك الحاكم والربّ المربي ليمدّه، فكلّ جهات الالتجاء موجودة في هذه السورة المباركة.