تأملات في سورة الناس (2) – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن الاستعاذة المتكررة من الشيطان مطلوبة لجهتين: أولاها أن وسوسة إبليس خفية وليس كأمرٍ ظاهر للعيان، ولذا عند غلبة النفس هو الجهاد الأكبر، لأن الإنسان يجاهد شيطاناً لا يُرى، ويريد تركيبة نفس لا تُدرَك.
- إن وسوسة إبليس تأتي من قبل عدوين: الأول الجِنّة وهم خلق خفي يوسوس في قلب الإنسان مباشرة.
- إنّ الوسوسة الثانية تأتي من شياطين البشر، والذين ينزلون المعصية عبر الأذن لا القلب، لذا على المؤمن الامتناع عن مجالسة أهل الريب، والزيغ لكي يسدّ منافذ الوسوسة.
- إن الفعل {يُوَسْوِسُ} فعل مضارع يفيد الاستمرارية، فالشيطان ويسوس للإنسان من ساعة البلوغ وحتى ساعة الوفاة، وعليه فإنّ الإنسان إذا أراد أن يبطل كيد حال استفادة مستمرة {أَعُوذُ}.
- استعين بذكر الله عز وجل: لأن ابليس لا يغفل عن الوسوسة إلا عند الذكر، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله: ( إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله -سبحانه- خنس وإن نسي التقم قلبه).
- إن صديق السوء والزوجة المردية لزوجها في المهالك يستعاذ منهما بمفارقهتما، وكذلك الوالدين المبتعدين للشبهة، فأكل لحوم الناس فصل الإبن عن مجاراتهما {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.
- إن هناك تصرفًا إلهيًا في قلوب بعض العباد ينجيهم به لله عز وجل من الدخول في المعصية، {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ويا له من تسديد!
مواضيع مشابهة
نسيم الحياة – 14- من وحي سورة الفاتحة