تأملات في سورة المسد (2) – الشيخ حبيب الكاظمي
- إنّ هذه السورة أعلنت أنّ أبا لهب وامرأته من أهل النار، وهذه من أنباء الغيب الدالة على صدق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، فقد بقي أبو لهب وقرينته يكيدون للنبي صلى الله عليه وآله ودعوة الحق حتى ماتا على ملة الكفر والجاهلية.
- إنّ قضاء الله عز وجل بأن أبا لهب سيدخل ناراً ذات لهب لا يزاحم حرية أبا لهب في اختيار هذا المصير، فهو اختار الضلالة فوصل إليها.
- إنّ أبا لهب (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) وهي نار جهنم الخالدة، وفي تنكير لفظة لهب تهويل لعقابه.
- إن أم جميل لم يسمها القرآن الكريم بزوجة أبي لهب بل قال: (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)؛ لأن العلاقة دنيوية بينهما، لأن الزوجية حالة راقية مقدسة.
- إن القرآن الكريم استخدم لفظة امرأة بدلاً من زوجة مع (امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ) لأن المرأتين على ضلال، واستخدم ذات اللفظ مع آسيا (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ) لأن فرعون كافر ضال، ولكننا نجد أن القرآن يشير إلى بيت النبوة بأحد المعاني العظيمة (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) يعني علي وفاطمة عليهما السلام (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ) يعني الحسن والحسين عليهما السلام، كما في بعض التفاسير.
- إنّ أم جميل قامت بحركة بالغة السوء بجمعها الشوك والحطب لتضعه في طريق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، فناسب أن يكون لها عقاب النار من جنس فعلها (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ).