تأملات في سورة الكوثر – الشيخ حبيب الكاظمي
- إنّ سورة الكوثر من أقصر السور القرآنية، إلا أنها لا تختلف في سبكها عن باقي سور القرآن (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).
- إنّ استعمال ضمير المتكلم بصيغة الجمع في مفتتح أربع سور قرآنية (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا)، (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا)، (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) ولا يخفى الترابط رسالة أولي العزم، والكتاب الإلهي الخاتم، والعترة المعادلة للكتاب، والظفر الخارجي الضامن لنجاح الدعوة.
- إنّ هذه السورة -على قصرها- خاطبت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله خمس مرات بضمير الخطاب الظاهر (لِرَبِّكَ) والمستتر (وَانْحَرْ) فكان محور السورة هو النبي صلى الله عليه وآله.
- إنّ السيدة الزهراء عليها السلام هي النعمة والعطية الإلهية العظمى التي ترضى النبي صلى الله عليه وآله، وهي سبب امتداد الخط الرسالي، فالأوصياء من ولدها، وهي بعد محطة الشفاعة في عرصات يوم القيامة.
- إنّ رسولنا الكريم عندما أنعم الله عليه بفتح مكة أمر بالتسبيح (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ) ولكن عندما أنعم عليه بنعمة (الْكَوْثَرَ) أمره (فَصَلِّ) بما في الصلاة من تسبيح وتحميد وزيادة، لما لهذا الكوثر من شأن في هداية الناس ودخولهم في دين الله عز وجل في كل عصر.
- إن الفخر الرازي في تفسيره، يرى (الْكَوْثَرَ) أن هم ذرية النبي صلى الله عليه وآله الباقون على مر الزمان: فانظر كم قتل من أهل البيت عليهم السلام، ثم العالم ممتلى منهم ومن أكابرهم (كالباقر والكاظم والرضا وأمثالهم) ولم يبقى من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به!