تأملات في سورة الكوثر (2) – الشيخ حبيب الكاظمي
- إنّ هنالم مقابلة للكثرة بين سورتي الكوثر والتكاثر، ففي الكوثر توجب العبادة (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) وفي التكاثر من موجبات الإلهاء عن ذكر الله (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ).
- إن البشارة في الكوثر تسوق العباد إلى الصلاة في المحاريب وشكر المنعم، وفي سورة التكاثر تسوق الموتى من العشيرة (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) فهو في معرض الذم.
- يتضح لنا أنّ هنالك ارتباطاً بين (أَعْطَيْنَاكَ) ، (فَصَلِّ) فاستذكار العطية الإلهية للصلاة وهو مما يورث الخشية والخشوع، وهذا من سبيل الإثارة للعباد كلّما رأوا في أنفسهم إدباراً.
- إن ذريّة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله منحصرة في نسل فاكمة الزهراء عليها السلام فقط، ولم يذكر لنا التاريخ ذرية للنبي صلى الله عليه وآله من غير الصديقة الزهراء عليها السلام.
- إذا أخذ حق الإنسان فليدافع عن حقه ولو بالمحاكم، ولكن عليه أن يتذكر أن المحامي والمدافع عنه هو الله سبحانه وليس غيره (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا).
- إنّ الله تعالى دافع عن نبيه صلى الله عليه وآله في كل ما اتهمه به أهل الضلال، فقد اتهموه بالجنون، فدافع عنه ربه (مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)، ونفوا عنه الرسالة (لَسْتَ مُرْسَلاً) فدافع عنه قائلاً (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).
- إن كفار مكة نسبوا للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله عندم العقب، فدافع الرب المتعال عنه (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) فكان منه من الذرية الكثيرة بما فيهم أئمة أهل البيت عليهم السلام.
