القرآن الكريم مائدة الله، وهو طعام الرُّوح.
إذا لم يأكـل الإنسان لفترة مُعيَّنة فإنَّـه سوف يموت فيما لو لم يُعطَ له الطعـام قسراً.. كذلك القرآن الذي هو غذاء الرُّوح.
ليس حامل القرآن مَن يحفظه فقط، بل هو مَن يُمثِّل القرآن.. فهو كالفقيـه، الـذي لا يكـون فقيهاً بمجـرَّد حفظه للمسائـل، بل يحتـاج إلى فهمهـا ومعرفة خلفيِّاتها أيضاً.
كما أنَّ للمائدة أدعية قبل بدء الطعام وبعد الانتهاء منه، كذلك للقرآن أدعيتـه الخاصـة قبل الشـروع به وبعـد الانتهاء منـه.. وكما أنَّ للمائـدة الماديَّة آدابـها الخاصة بها، كذلك القرآن مائدة الله. وبعض المؤمنين إذا أراد أن يقرأ القرآن يلبس ثوباً نظيفاً مُتطيِّباً مُتوجِّهاً إلى القبلة على مُصلاَّه.
عنـد الأكل يتفاعـل الجهاز الهضمـي مع الطعام ويقـوم بمضغه.. وعنـد قراءة القرآن تتفاعـل الكثير مـن أعضاء الجسـم ، فلسان القـارئ ينطق وأذنـه تسمع ، وأوتـاره الصوتية تتحـرَّك ، وقد ينظر إلى المصحف حين القراءة
حتـى لو كان يحفظـه ـ كما هو الرَّاجـح ـ ويلمس آياتـه وهو على وضوء.. والجهـاز الهضمي الباطني ( الفكر ) يهضم الطعـام المعنوي.. وفرق بين طعام تأكله وينتهي أثره ، وبين مائدة إلهيَّة شارك فيها لسانك وسمعك وبصرك ويدك.
أنظر أيضا: