في رحاب الآية ٢ و٤ من سورة الجمعة
من طبع الإنسان الميل إلـى ما يُريحه ويُوافِق مزاجه ، لذا فهو يبحث عن أنـواع
النِّعم والمُتَع ، وعلى رأسها ما ذكـره القرآن بقولـه:
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) ولكـنَّ ربّ العالميـن يحثّنا إلى التعرُّف على فضله والسعي نحو تحقيقه، يقول تعالى: (ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ) إشارة إلى أنْ يتزكّى الإنسان وأنْ يتعلَّم الكتاب والحكمة.
في رحاب الآية ٢ و٤ من سورة الجمعة
إنَّ الفضل الذي لا يدوم ولا يبقى لا يُعَدّ فضلاً مُميَّزاً مهما كان نوعه ، لذا روي عن أميـر المؤمنين عليه السلام أنَّـه قال: (( لو كانت الدنيـا من ذهب والآخرة من خـزف ، لاختار العاقل الخزف الباقي على الذهب الفاني )) كيف والأمر على العكس من ذلك..؟ !
ينبغـي على العبـد أن يُهيّئ الأسبـاب العباديَّـة ويُؤدِّي ما عليـه ويتَّكل علـى الله سبحانه ، ولا يلومنَّ نفسه أو غيره في أنَّه قد صلَّى أو صام أو قام بالعبادة الفلانيَّة وما وصل إلى مقام يُعتدُّ به ، فالله تعالى هو من يُزكِّي الأنفس.
لو أنَّ الإنسان عبـد الله تعالـى ولم يُـرزَق الثمرة والنتيجـة المرجـوَّة من عملـه العبادي ، فليعلم أنَّ هنالك مشكلة وخللاً ما في مُقدّمات عمله.. !
الفـرق بين الكتـاب والحكمـة فـي قوله تعالـى: (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) : أوَّلاً: من المُمكن القول بأنَّ الحكمة هي الكتاب نفسـه؛ لأنَّ العطف بالمُتردِاف أمر ممكن في اللغة العربية.ثانياً: الأصل أن يأتي المُتكلِّم بكلام جديد لا مُترادِف
وقـد فُسِّرت (الْحِكْمَةَ) بسُنَّة النَّبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليه السلام.ثالثاً: يقول البعض: إنَّ المراد مـن (الْحِكْمَةَ) الجانب الحكمي والوعظي مـن الشريعة التي ليس فيها أحكام شرعيَّة ، كحكم لقمان وغيرها.
في رحاب الآية ٢ و٤ من سورة الجمعة
أنظر أيضا:
كيف نتلقى الحكمة الإلهية
من أخطر عيوب النفس..!