البعض مُبتلى بحُبّ النَّفس الذي يظهر على شكل التكبُّر على الغير وعلى شكل عدم تحمُّل النَّقد ، بينما ينبغي على المؤمن أن لا يرى لنفسه مزية على الآخرين؛ لأنَّـه لا يعلم بعواقب الأمـور ، ولا يعلم مدى رضا الله عنه ، فلا يُزكِّي الأنفس إلا الله سبحانه.
تقول الآيـة: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ) والزعم غير القول ، ففي الزعـم توجد رائحة الادعاء البـاطل ، فإن كنتـم تزعمون (أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) لأنَّ الموت عبـارة عن اللقاء مع الله عـزَّ وجلَّ ، وهذا اختبار بسيط جداً لا يحتاج إلى مؤونة.
كـل فرد ـ سواء كان يهوديـاً أو مسيحيَّـاً أو مُسلِماً ـ إذا كان يعتقد بأنَّـه ولي مـن أولياء الله حقَّاً ، فلماذا الخوف من الموت إذن ، والحال أنَّ أولياء الله يرحلون إلـى جنـات الخُلد وإلى عالم أرحم وأوسع من الدنيـا؟ ! بل القرآن الكريم يطلب مِنَّـا مـا هو أرقـى من عدم الخوف من المـوت : وهو تمنِّي المـوت ، كما كـان علي عليه السلام يتمنَّاه (( والله لأبن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه )).. !
إنَّ سبب عدم تمنِّـي الموت ، هـو لما قدَّمتـه أيديهم (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) .
ظاهر الكلام : أنَّ اليهود الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها ، والذين هم كالحمار الذي يحمل أسفـاراً ، هؤلاء ليسوا ب أولياء لله؛ لأنَّهم لا يتمنَّون الموت.. وعليـه فلو وُجِدَ عالم لا يعمل بعلمه.. لو وُجِدَ إنسان لا يتمنَّى الموت.. معنى ذلك أنَّه ليس من أولياء الله..!
أنظر أيضا:
صفات خيار العباد وأولياء الله