عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
يُمكن أن نقول بأنَّ آيـة: (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) هي من غُرَر الآيات؛
فبالرغم من وجود آيات في القرآن الكريم تدعو إلى المراقبة والمُحاسبة ، إلا أنَّ في هذه الآيـة دلالة أكيـدة على أن يلتفت المؤمن إلى نفسه في سلوكه.. !
يدل قوله تعالى: (عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) على أنَّ العالم كله في محضر الله تعالى وبعينه التي لاتنام.. وهذه الحقيقة تجعل المؤمن لا يرى في حياته غيباً وشهوداً، وخلوة وحضوراً.
إنَّ مَـن يُريد الريـاء ، فلا بُـدَّ من وجود إنسان آخر لكي يُرائي أمامه؛ إذ لا يوجد عاقل يُرائي من دون وجود فرد في محضره ، وعليه فإنَّ المؤمن المُتَّقي لا يُمكنه أن يُرائي؛
لأنَّه لا يُلاحظ الغير ، ويرى الله تعالى فقط في كل الأحوال ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: (( عظم الخالق في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعينهم )).. !
علـى الإنسان أن يحسب حسابـاً لكل عمـل يقوم به فـي الحياة الدنيـا ويعدّ لـه جواباً يوم القيامة.
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) خطاب من الله عز وجل إلى العبد ، ويناسبه أنَّ يقول العبـد ولو في قلبـه: ( لبيك يا ربّ ) ، ويشعر بفخر؛ لأنَّـه خطاب من الله إليه ، فيجدر من العبد امتثاله.
أنظر أيضا: معنى الغيب والشهادة للشيخ أحمد الوائلي المراقب الحقيقي في كلمات الشيخ حبيب الكاظمي