فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ
من أسبـاب جعل ذكر الله تعالى في قبـال البيـع (فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) رغـم أنَّ الشراء وغيـره منهي عنـه كذلك لا البيـع فقط؛
لأن الإنسـان في البيـع ـ عادةً ـ يُريد أن يربح ، فقمَّة التشاغل في الحياة الدنيا هي عملية البيع ، فيكون ذكر البيع هو عينة من عينات الاشتغال والالتهاء بالحياة الدنيا.
إذا كان البيع الذي فيه معاوضة وربح، يقول عنه رب العالميـن: (وَذَرُوا الْبَيْعَ) ، فكيف بالمجالس الباطلة واللاهية وغيرها..؟ !
من اللافت أنَّنـا نقرأ كل يـوم في صلاتنا: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ولكنَّنـا في مقام العمل نستعين بالآخرين لا بالله تعالى.. !
يقـول تعالى: (وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) فمَـن لا يترك البيـع والشراء وأمثالهما فكأنَّه يقول: يا ربّ ، هذه الأمور خير لي من الصلاة.. !
يقول بعض علماء البلاغة والتفسير: إنَّ صيغة التفضيل لا تُستعمَل في القرآن الكريـم في التفاضل دائماً..
وهذا ما نجده في قوله تعالى (ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) حيث إنَّ الآية بصدد تفضيل الصلاة على البيع من باب المحبوبيَّة والمبغوضيَّة ،لا من باب التفاضل.
ورد ( ذكر الله ) فـي قوله تعالـى: (فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ) في خصوص الصلاة ، وفـي قوله: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا) في غير الصلاة،
سواء كنت في عمل أم لا. والمراد من الذكر الكثير هنـا: هو الذكر الذي يحجزك عن الحـرام ، لا الذكر اللفظي الذي ترتكب معه الحرام..!
أنظر أيضا:
الاعراض عن ذكر الله في كلمات الشيخ حبيب الكاظمي
أنواع ذكر الله في المناجاة الشعبانية