سلامة روح الإنسان – الشيخ حبيب الكاظمي
- لو خَيِّر المُؤمن بين سلامة البدن وسلامة الروح فإنّه سوف يختار الثاني (اللهم فاجعل نفسي مُطمئنّة بقدرك، راضية بقضائك) … والمؤمن يصل إلى درجة من الرِّضا بقضاء الله تعالى أنّه كلما ازداد عليه البلاء ازداد باطنه إشراقاً. يُنقل عن الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء أنّه كلما اشتدَّ عليه البلاء كلما أشرق وجهه الشريف.
- كل مَن في الوجود يبحث عن راحته الباطنيَّة، وإنَّما الاختلاف في الطرق والأساليب، فحتى أهل المجون يرون راحتهم في اللّيالي الحمراء، ومَن يتناول المواد المُخدِّرة يرى راحته في ذلك … ولكنّهم عند طلوع الفجر يزدادون عُقدة وهمَّاً وَغَمَّاً …!
- وضع القرآن الكريم وصفة مُختصرة للرَّاحة الباطنيَّة للمُؤمن بقوله: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾، وبقوله: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، فَالمُؤمن لا يحزن على ما مضى؛ لأنَّه قام بما ينبغي عليه من مُراقبة ومُحاسبة، وأما المُستقبل: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.
- يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ … مَن كان لله وليَّ نام قرير العين، كنوم أمير المؤمنين الا على فراش النَّبي عبان والأعداء من حوله؛ إذ لا خوف عليه، والذي يرى نفسه في ضياع وتخبّط، فليعلم أنّه لم يُجاهد في الله عزَّ وجلّ حقّ جهاده؛ إذ لو كان كذلك لهداه السبيل …!
مواضيع مشابهة