شهر رمضـان في خطبـة النبي الأعظـم 2
إنَّ كلمة ( عند الله ) الواردة في قول النَّبي «صلى الله عليه وآله»: (( شهر هو عند الله أفضل الشهور )) كلمة مُثيرة ! إذ هي تُبيِّن أساس تحرُّك العبد لإدراك ما عند الله عزَّ وجلَّ، فالعبد المُوفَّق لا تنبع حركته من رغباتـه الذَّاتية، وإنَّما يجعل جميع رغباته مُندكَّة في ما يُريده الله تعالى أوَّلاً وآخراً.
إنَّ ما يمتـاز به الصائـم في شهر رمضـان هو قوله «صلى الله عليه وآله»: (( أنفاسكـم فيه تسبيـح، ونومكـم فيه عبـادة، وعملكم فيـه مقبول، ودعاؤكم فيه مُستجَاب ))؛ لأنَّه قد دخل فـي الضيافة الإلهيَّـة..
ومن المُمكِـن لهذا العبـد أن يُطيل فتـرة ضيافته ما دام مُحافِظاً علـى صفاء باطنـه وارتباطه بالحقِّ المُتعَـال، فتكون أنفاسـه تسبيحاً ونومه عبادة وعمله مقبولاً ودعاؤه مُستجَاباً طوال العام.
إنَّ النَّبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» أرشد أُمَّته إلى التمسُّك بأمرين مُنجيين، أوَّلهما: الإكثار من الصلاة على النَّبي وآله،
والآخر: تلاوة القرآن الكريم في هذا الشَّهر الفضيل: (( ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ ثقَّل الله ميزانه يوم تخفُّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشُّهور )).
إنَّ شهر رمضـان المُبارَك شهر الضيافة والهبات والعطايا الإلهيَّة، ولكن ليس لكل أحد فـ:
(( كم من صائم ليس له من صيامه إلاَّ الجوع والظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السَّهر والعنـاء )) و (( رُبَّ تال القرآن والقرآن يلعنـه ))، ويا لها من خسارة فادحة لمن خسر هذا الشهر الفضيل..!
مـن المُستحسَن الإكثـار من قراءة سـورة التَّوحيد؛ فإنَّ قراءتهـا ثلاث مرَّات في حُكم ختمة كاملة.. هذا على طول العام، وأمَّا في شهر رمضان،
فإنَّ الثواب يكون أضعافاً كثيرة؛ إذ علاوة على ذلك، فإنَّ قراءة كل آية فيه تُعادِل قراءة ختمة كاملة، فكن مُلتفِتَاً إلى هذا العدد التَّصاعدي..!
أنظر أيضا:
كيف نستقبل الشهر الكريم؟ – 14 – أهمية شهر رمضان المبارك
توصيات عملية هامة في شهر رمضان