الأسرة الفاطمية
المنزل هو السكن للإنسان ، والسكن مأخوذ من السكينة ، فالإنسان إذا تعب من الخارج أو تـأذَّى من شـيء،
فإنَّ سلوتـه ومأمنه مسكنـه، فهو المكان الذي يُـورِث الاطمئنان والسكينة.
لا يُمكن لنا ولا لغيرنـا الإحاطة بمقامات وصفات الأسرة الفاطمية وكذا سائـر المعصومين عليهم السلام
وأقصى ما يُمكننا هو أن نحوم ونطوف بعقولنا القاصرة حولهم عليهم السلام .
البعض مِنَّا ـ من حيث يعلم أو لا يعلم ـ يعيش في بعض حالاته العنف والإرهاب فـي منزله..
بـل البعض ـ مع الأسف ـ يستعمـل قواه البدنيَّـة في الاعتداء على زوجتـه وأطفاله، ولن تجد في قلبـه رحمة أو شفقة.. ((إيـاك وظلم مَـن لا يجدعليك ناصراً إلا الله))..!
من أمثلة الشفقة في بيت السيِّدة الزهراء عليها السلام : ما رواه سلمان المُحمَّدي بقوله: كانت فاطمة عليها السلام جالسة قُدَّامها رحى تطحن بها الشعير،
وعلى عمود الرَّحى دم سائـل ، والحسين في ناحية الدار يبكـي ، فقلت: يا بنت رسول الله! دَبُـرت كفَّاك وهذه فضَّة..
فقالت: ((أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله أن تكون الخدمة لها يوماً ولي يوماً، فكان أمس يوم خدمتها)).
الأسرة الفاطمية
إنَّ الشفقة التي يُـراد تحقيقها في المُجتمع الإيماني، لا تتمثّل بالشفقة على الزوجة والأبناء فحسب،بل على الأجنبي أيضاً وبنفس المستوى من تحقّقهـا مع الزوجة والأبناء.
إنَّ أسرة علي وفاطمة عليهما السلام تُعَدُّ الأسرة الفاطمية الأولى على وجه الأرض..
أربعة معصومين من أصحاب الكساء (علي وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام )..
نعم النَّبي الأعظم صلى الله عليه وآله على رأس الهـرم ، ومقام أم المؤمنين خديجة سلام الله عليها محفوظ أيضاً،
ولكن في بيـت علي عليه السلام عاش أربعة من المعصومين في بيت واحد..!
كـم من جميـل لو أنَّ الشخص ـ ذكـراً كان أم أنثـى ـ يجتاز العشريـن من عمـره ولا توجد في ذهنه صورة لأجنبي مُحرَّم عليه،
فمثل هكذا إنسان كم سوف يعشق زوجته إن كان رجلاً ، وكم سوف تعشق زوجها وتتفانى من أجله إن كان امـرأة..!
أنظر أيضا:
نظرة القرآن الكريم للحياة الزوجية – الأستاذة أمل قطان
الأسرة الفاطمية – 1 – للشيخ حبيب الكاظمي