الإملاء والاستدراج – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن الاستدراج الإلهي يحيق بمن يذنب الذنب، فيجدد عليه النعمة، ويلهيه عن الاستغفار، فيوغل بالذنوب مستعينا بالنعمة حتى يهلكه الذنب ويرديه.
- إن البعض ينشغل فكره ووقته بتجارة أو بناء بيت حتى يفارق المسجد وأجواء الطاعة، هذا لم يقترف ذنباً فقهياً، ولكن ألا يعد انشغاله نوع غفلة يجب الحذر منها؟!
- إن من لزمه ذنب لا يفارقه _ كالنوم عن صلاة الصبح_ ويجد رزقه في نماء، وحاله في رخاء متصل، فهذا من الممكن أنه دخل في الإملاء الإلهي وإن تأخر الإمهال، فنالك ساعة قاصمة للظهر لأنه سبحانه يمهل ولا يهمل.
- إن البعض يسأل عن سبب إمهال الظلمة، وأمير المؤمنين عليه السلام يجبينا: (وطال الأمد بهم ليستكملوا الخزي ويستوجبوا الغِيَرَ) فالعبد الظلوم يطول أمد ظلمه ليقع في عذاب أليم لا نجاة له منه، ولا حجة يحتج بها على رب العباد، وليستوجب بهذه العقوبة تبديل حاله إلى شر حال.
- إن المؤمن إنسان منقاد لمشيئة الله عز وجل، فهو لا يرى كثرة المال نعمة تستوجب الفرح وقلته تستوجب الحزن، فالعبرة في القرب من الله عز وجل ومغبة البعد عنه، متذكراً الحديث القدسي: (أيفرح عبدي المؤمن أن أبسط له الدنيا وهو أبعد له مني، أو يجزع عبدي المؤمن أن أقبض عنه الدنيا وهو أقرب له مني).