سلبيات كثرة المال – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن من طبيعة كثرة المال هي إلهاء الإنسان بملذات الدنيا، ولذا جاءت الآية محذرة ومنبهة من فتنة المال (ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده) و(ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا) و(الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) و(ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر).
- إن من يمنع الحقوق الشرعية يوقع نفسه في العقاب، ومن يكثر من المباحات فقد يعرض نفسه للمساءلة الإلهية، ونبينا الأكرم صلى الله عليه وآله يقطع في هذه المسألة قائلا (ما قرب عبد من سلطان إلا تباعد من الله تعالى ولا كثر ماله إلا اشتد حسابه).
- إن بعض الأشخاص له نشاط اجتماعي مميز ويشار له بالبنان لكثرة أتباعه ومريديه، ولكن نشاطه هذا قد يقضيه بين القيل والقال والغيبة والمفاخرة، والنبي صلى الله عليه وآله يحذرنا (ولا كثر تبعه إلا كثر شياطينه).
- إن العاقل هو من يرفض النعمة الزائدة التي تلهيه عن القرب إلى الله عز وجل، وقد قيل لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه (أبشر فقد ولدت غنمك وكثرت)، فقال رضي الله عنه (ما يسرني كثرتها وما أحب ذلك فما قل وكفى أحب إلي مما كثر وألهى).
- إن المؤمن يتعامل مع المال بحذر في كسبه وإنفاقه وجمعه حتى يرد القيامة وهو أملس ليس عليه تبعة ولا حساب.
- إن أصحاب المال كثيرون ولكن الذين ينفقون في وجوه الخير المتعددة هم القلة المتميزة في القيامة، وحديث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله يوضح (إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح منه بيمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا).